لكل أمة تاريخها وكرة القدم لنا، هذا هو شعار أول دولة فازت بكأس العالم.. نحن كنا نفتخر بإحرازنا لكأس الأمم الأفريقية في السبعينيات ولكن لم تصبح كرة القدم لنا بعد ذلك. أتابع قناة النيلين الرياضية وأشعر بالغثيان.. ليس من حال كرتنا السودانية.. بل من حال معلقي ومقدمي البرامج هناك.. حيث إنهم يحاولون تقليد المحطات الرائدة ويتشدقون بحفظهم لأسماء لاعبي الأندية الكبار، ويقدمون تحليلاً لمباريات ريال مدريد وكأنهم كانوا المدربين في تلك المباراة. أعزائي استيقظوا لحالكم وحاولوا إصلاح الكرة السودانية.. أسمع عن لاعب اشترى بيتاً بالمليارات، وعن لاعب كلّف عرسه الملايين.. وأتذكر أيامنا عندما كنا ننشد «يا الدحيش خليك حريف أضرب الهد زي كمال».. وأذكركم باللاعب كمال عبد الوهاب دكتور الكرة السودانية.. إذ كان موظفاً بمصنع سكر كنانة وكانت الرياضة هواية في ذلك الزمن الجميل زمن قاقرين وسانتو وعمار وبشرى وبشارة وحتى زمان عبده الشيخ.. حتى أيامنا القريبة وبعد دخول الاحتراف لم يعرف اللاعبون الثراء الفاحش يقابله التدني الصارخ في الأداء.. أذكر أنني قمت بزيارة لمنزل اللاعب إبراهومة مع أحد زملائي في العيد قبل سنين مضت في منزله القاطن بالكلاكلة القبة وفوجئت بأنه يقوم ببناء سُور المنزل الذي قد تقادم وأسلم نفسه للأرض.. ما زلنا نعيش في ضلالنا القديم إذا خسرنا مباراة نقوم بإلقاء اللوم كله على حكم المباراة وكيف أنه نقض هدفاً صحيحاً واضحاً وضوح الشمس في سماء الخرطوم كما حدث قبل أسابيع، ولا نذكر أن لاعبينا كانوا كعربات الركشة التي امتلأت بها شوارع الخرطوم بدلاً من التاكسي الجميل. أعزائي كل عام وأنتم بخير والعيد فرحة والمواصلات طرحة