ما زال البعض يتحدث عن برامج أيام العيد بالفضائيات المختلفة، والبعض يتحدث عن أفكار جديدة تم تقديمها، وآخرون توقفوا عند التكرار الممل للأفكار، وبين هؤلاء وأولئك تبقى حقيقة واحدة مفادها أن قنواتنا الفضائية بمختلف تخصصاتها لا تعرف غير سياسة الأعمال الموسمية، وحتى هذه الأعمال لا يتم الإعداد لها إلا في أزمان ضيقة شعارها هو (الترزي يوم الوقفة) وبعدها لا يهم كيف تخرج هذه الأعمال للمشاهد، ولا يهم إن نالت رضاؤه أم لا، ففي النهاية لا تريد القناة غير أن تسجل اسمها في دفتر حضور الموسم، سواء أن كان رمضان أو العيد، وهذا لا يمنع أن نقول إن بعض القنوات قدمت أفكاراً جديدة أو قديمة تم تجديدها، ولكنها انهزمت بسبب الاستعجال والتنفيذ السيئ.. الكثير من الأشياء استوقفتنا من خلال متابعاتنا لبرامج الموسم في فضائياتنا، ولكن لفت نظرنا واسترعى انتباهنا النجاح الكبير الذي حققته فضائية الخرطوم، التي يمكن أن نقول إنها تفوقت على الكثير من الفضائيات ببرامج جاذبة، هادفة، ومقياسنا لنجاح فضائية الخرطوم ليس ما شاهدناه من برامج على شاكلة البرنامج الأبرز على مستوى كل الفضائيات (مختلف جدا) ولا الحضور المتميز لنجوم الفن والمجتمع، ولا الإنتاج الضخم لعمل درامي بعد طول غياب، ولكن مقياسنا أنها فضائية ولائية ولا تجد ربع ما تجده الفضائيات الأخرى من ميزانية وتمويل واهتمام الكثير من الجهات، ولكنها مع ذلك نافست وتفوقت وتميزت، وبالطبع هذا النجاح لم يأت من فراغ، ولكن من إدارة واعية ومتفانية في العمل ولها رسالة إعلامية واضحة وهدف، لذلك كانت أسرة فضائية الخرطوم كلها في خندق من أجل الهدف الواحد والذي نحسب أنه تحقق وبنسبة عالية، وبدرجة يستحق عليها كل العاملين بالفضائية بدءاً من مديرها العام وحتى أصغر عامل فيها، أن نشد على أياديهم مهنئين بهذا النجاح والتميز، مع الأمنيات أن تحذو القنوات الولائية الأخرى حذوهم، وأن يكون للقنوات الكبرى الدرس المجاني الذي عنوانه أن الحكمة والدراية والإدارة الرشيدة هي مقومات العمل الناجح، وما المال إلا مكمل لهذا النجاح، وليت فضائياتنا التي بددت الأموال فيما لا يفيد تكون إستفادت من الدرس.