دعا الإسلام ودعانا الرسول وأهل بيته الى صلة الرحم... وحثوا أصحابهم وتابعيهم على صلة الرحم وزيارة الأقرباء والأصدقاء، وأن لايتركوها حتى لو بالسلام.. فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (صلوا أرحامكم ولو بالسلام) زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء من العادات الحسنة والأخلاق الطيبة الحميدة والأمور الفاضلة في الإنسانية التي يتم من خلالها تفعيل دور المجتمع الإنساني بحيويته. من الأمور التي ينتج عنها حين تفعيل صلة الرحم، وزيارة الأقارب والأصدقاء التواصي والتراحم والمحبة والإلفة وزرع بذور التكاتف والتكافل في المجتمع. ولكن رغم تطور الحياة ووسائل الاتصال والنقل وسرعة معرفة أخبار من حولك بكل سهولة ألا نرى أن هناك تباعد في الأسر وعدم تواصل، وذلك كله بسبب مشاغل الدنيا، والركض واللهث وراء المعيشة الصعبة.. شكا لي عدد من الناس عن البعد والجفا بين الناس وأنهم يملأهم الحزن لعدم (لمة) مع الأسرة، وأنهم صاروا لا يرون بعضهم إلا قليلا.. وهم يرجعون ذلك لعطلة السبت لأنها مدت ساعات العمل، وهم أصحاب أعمال حرة ومرتبطون ارتباطاً وثيقاً مع ديوان العمل،وأن العطلة من أضرارها (عدم جمع الأسرة) وخاصة في وجبة الغداء، لأن الفرد عندما يرجع الى البيت يحين وقت المغرب، وأيضاً قال صرنا لا نصلي صلاة العصر في مسجد الحي، فزمان نجتمع في المسجد ونعرف أحوال بعضنا، ولا توجد صلة رحم ولا زيارة للمرضى، وانقطعنا عن الرياضة والدروس الدينية والذكر، وعدم الخروج للتنزه، وعدم الراحة عند القيلولة) كل ذلك سببه انشغال الناس في هموم الدنيا الزائلة. بعد كل هذا الكلام.. دارت في نفسي تلك الأسئلة (ترى هل هناك أمور تمنع الزيارة والتلاقي بين الأهل والأقارب؟) وهل نحن نقيم لصلة الرحم أي اهتمام واعتبار؟ وهل نحن نعي ماحث عليه أهل البيت من فضائل صلة الرحم؟ وهل نحن مجتمع تسود فيه هذه الفضيلة (صلة الرحم والتواصل)؟