أنهى الرئيس الامريكي باراك اوباما زيارة مهمة لافريقيا شأنه شأن الرؤساء الامريكيين السابقين، تهدف للمساهمة في السلام وربما لتغيير النظرة السالبة تجاة افريقيا بانها بلد حرب وجوع، وإنما الآن تتخطى ذلك.. وأشارت الزيارة للتأسيس لمرحلة مابعد اوباما، وماذا يفعل بعد مغادرته لكرسي الرجل الأول في الإدارة الامريكية، ظهر ذلك في خطابه بمقر الاتحاد الافريقي في اثيوبيا حين طالب القادة الافارقة بتعزيز الديمقراطية وعدم التشبث بالكراسي، وأنه ينتظر بفارغ الصبر ليتفرغ لأسرته والعودة الى افريقيا، وهي تمثل جوهر كل الزيارات للتأسيس لأشياء أخرى. لكن المهم في زيارة اوباما هو إيلاء الصراع الداخلي الدائر بدولة الجنوب أهميته الخاصة، والحديث عنه بشكل مستفيض وإعلانه أهمية الضغط على القادة الجنوبيين لينصاعوا الى رشدهم لأجل إيقاف الحرب، وقريباً من ذلك كان السودان حاضراً للقاء أوباما ممثلاً في وزير الخارجية ابراهيم غندور، وهو ماعده البعض أهمية الدور السوداني غير المنكور في حلحلة قضايا الجنوب. ماذا يقصد اوباما برؤيته تجاه دولة الجنوب وهل قضية جوبا مدخلاً لتحسين العلاقات السودانية الأمريكية؟ تباينت آراء خبراء مراقبين سياسيين حول الخطوة.. يقول أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية وجامعة الزعيم الأزهري دكتور آدم محمد أحمد: هي مساعٍ لتحسين العلاقات ولكن الواقع العملي يقول لا يوجد تحسين يذكر.. وقال: إن المسألة مرتبطة بالكثير من المسائل كرفع السودان من قائمة دول الإرهاب، فهي لتأثيرها على اقتصاد السودان، و يرى أن المؤشرات لتحسين العلاقات السودانية الأمريكية غير واضحة لارتباطها بتحقيق السلام في السودان، وتسوية القضايا العالقة مع الجنوب، إضافة لملف محكمة الجنايات الدولية وجرائم الحرب المتهم بها الكثير من قادة السودان فما تم لا يحمل بشريات. يؤكد د. آدم بعدم وجود فرق بين لقاء غندور باوباما لافتاً لعدم ارتباط بالسودان، وإنما لمعالجة قضايا الجنوب في إطار دولة الإيقاد لتكوين قوة للتدخل من دول الإيقاد والسودان من ضمنها، فالإجتماع لرؤساء دول افريقية، وكان من المزمع أن يحضره رئيس الجمهورية أسوة برؤساء الدول الأخرى، ونسبة لتوتر الموقف مع الولاياتالمتحدة وهو مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية.. وقال الأهم الآن تطبيق الاتفاقيات التي تمت بشأن حرب الجنوب فالمسألة الزام (سلفا ومشار) باحترام الاتفاقيات، فالاجتماع هدف لالزام الطرفين بالاتفاقيات والتدخل من دول الايقاد في حالة وجود اي خلل . فيما يرى سليمان رئيس مركز تحليل النزاعات ودراسات السلام بجامعة ام درمان الإسلامية دكتور راشد التجاني حل السودان للمشكل الجنوبي قد يكون مدخلاً لتطبيع العلاقات السودانية الامريكية التي طرأ عليها تغيير في مختلف القرارات المتمثلة في رفع الحظر ومنح التأشيرة من داخل السودان والكترونياً في التصاديق داخل السودان.. وتجاه دولة الجنوب كانت أمريكا تنظر للدور السلبي للسودان تجاهه وهناك اتهامات توجه للسودان، فالآن اتضحت ووصلت قناعة للإدارة الامريكية بأهمية الدور التاريخي الذي يمكن أن يلعبه السودان وعلاقاته الطبيعية مع بعض القيادات مثل رياك مشار الذي في يده المفتاح لحل الكثير من المشاكل الجنوبية . توقع د. راشد أن تثمر وتيرة تحسين العلاقات بين السودان والولاياتالامريكيةالمتحدة مواكبة للوضع الاقليمي الذي وضع السودان نفسه في المحور الذي يمثل حلف الولاياتالمتحدة في المنطقة، فالسودان أصبح ملتقى لهذه الدول وهي تلعب دوراً في تقريب العلاقات أشار لعدم لقاء مسؤول سوداني برئيس أمريكي عقدين من الزمان موضحاً أنها تمثل اختراقاً كبيراً في العلاقات السودانية الأمريكية نحو التطور، وواكب ذلك إحساس الإدارة الأمريكية بأهمية الدور السوداني في المحيط الاقليمي، فاللقاء لحل المشكلة في جنوب السودان. قال من المتوقع أن تظل بعض العقوبات للضغط على السودان لتقديم المزيد من التجاوب مع الولايات في المنطقة، ويمكن رفع العقوبات إذا قدم السودان المطلوبات للولايات المتحدة في المنطقة . ويقول بروفيسيور محمد أحمد عبد الغفار أستاذ العلاقات الدولية جامعة الخرطوم، ما تم لا يؤدي لاي نتيجة قائلاً: إن تحسين العلاقات مع الولاياتالامريكية أوالبقاء على ماهي عليه تتوقف على مساحة الخلاف أوالاتفاق. }}