٭ نشرنا أمس خبراً في هذه الصحيفة حول وقائع مشاركة الأسبوع الثقافي السوداني في تظاهرة قسطنيطنة عاصمة الثقافة العربية بالجزائر. نقلنا عن صحيفة الشروق الجزائرية حديث وزير الثقافة الأسبق والشاعر المعروف صديق المجتبى للصحيفة وقال إنه لم يشم رائحة الحدث الثقافي. وأشار بحسرة إلى أنه مكث في المدينة لعدة أيام لم يلتقِ خلالها بأي شاعر وقال: الكراسي شاغرة.. وتساءل المجتبى أين هو المحافظ! ٭ وذكر الخبر أيضاً غياب المسؤولين الجزائريين عن حفل ختام الأسبوع الثقافي. ٭ الوزارة لاحقاً وعلى لسان الناطق الرسمي الزميل الصحفي الكبير الطيب المكابرابي قالت: إن الوزير الطيب حسن بدوي لم يشارك في الفعاليات وإن الذي شارك في الفعاليات التي لم تجد استقبالاً رسمياً.. هو وزير الدولة. صديق المجتبى في حديثه معي أمس عبر التلفون أكد صحة الوقائع إلا أنه اعترف بأنه لم يصرح للصحيفة مباشرة وإنما تحدث مع أحد المسؤولين السودانيين الذي قال إن المسؤولين الجزائريين ما قصروا قدموا الدعوات ومنحوا التأشيرات والتسهيلات والقاعات وما في زول بلومهم إن لم يحضروا الفعاليات، وربما صادف ذلك وجود صحفية أو تم النقل بصورة غير مباشرة. المهم الخبر ونفيه وتصحيحه يجده القاريء في غير هذا المكان. والوقائع ليست لها علاقة بالعلاقات المتينة بين السودان والجزائر.. هي علاقات راسخة ومتجذرة ونحن نحب الجزائر بلد المليون شهيد وجميلة بو حريد وأبو مدين وبوتفليقة وأحلام المستغانمي والشاب خالد والثورة الجزائرية وليس هناك خطأ ارتكبه الجزائريون ولكن الخطأ يذهب مباشرة للسلوك الرسمي للدولة السودانية التي تحب السفر حباً جماً كل من هب ودب «داير» يسافر ويرأس وفداً يكلف الدولة فوق طاقتها حتى لو كان على مستوى أسبوع ثقافي كالذي شهدته المدينةالجزائرية.. الأسابيع الثقافية لا تحتاج لمسؤولين ربما يتعرضوا لإهانة أو استقبال غير لائق. تحتاج هذه الأسابيع لمبدعين ومشاركين حقيقيين تتولى السفارة السودانية هناك مهمة الإشراف الرسمي. كل الجامعات السودانية والروابط الطلابية في الأحياء والقرى تجيد تماماً فن إقامة الأسابيع الثقافية فكل هذا الإرث هل يحتاج لسفر هذا الوزير أو ذاك. العام الماضي ذهب طلاب للمغرب وأقاموا أسبوعاً ثقافياً ورافقهم وزير اتحادي مكث معهم عشرة أيام فكم كلف هذا الوزير دافع الضرائب السوداني وما الناتج القومي العائد للسودان من مرافقته لأبنائه الطلاب. أتمنى أن تكون الرسالة قد وضحت وأن تقوم الدولة على أعلى مستوياتها بمراجعة وضبط حكاية السفر السوداني الرسمي لكل أرجاء الدنيا والتي تعرض البلاد والعباد لحرج مثلما حدث في الجزائر. أهل الشأن يسافروا والوزير المسؤول يتابع من مكتبه وباحترام شديد ووقار مع السلطات الوقائع من هنا في الخرطوم ملتقى النهرين ومجمع البحرين!!