بالأمس قرأنا دعوة لأحدهم يطالب فيها ولاة الولايات بضرورة إقامة صلاة الاستسقاء لعل الله يكرمهم بهطول المطر، بعد أن مرت عينتان هامتان من الخريف دون هطول أمطار كافية وهو أمر يهدد الموسم الزراعي بأكمله ويشير إلى معاناة منتظرة لبلد تعتمد جل معايش الناس فيه على ما تنبت الأرض، سواء كانوا رعاة أو مزارعين وإذا لم يرحمنا الله فلننتظر المعاناة أو قل الابتلاءات، نسأل الله العافية. إذن الآمال معلقة الآن والأكف (خاصة من المزارعين والرعاة) ترتفع سائلة الله أن تنجح عينة الطرفة البكاية لتنقذ ما يمكن إنقاذه والإ فإن الضحك سيشرط الحكومة ويزيد معاناتها، لذا يمكن أن نتعب لان الدعوة لصلاة الاستسقاء في مكانه، وهي كلمة حق أريد بها خيراً، ولكن السؤال هل الولاة حقاً راغبون في هطول أمطار غزيرة؟ خاصة ولاية الخرطوم؟. لقد علمتنا التجارب أن أعصابهم تبوظ لمجرد رؤية سحابة حتى ولو كانت في موسم الشتاء عطشانة تحلم بالخريف كما يبدع الفنان محمد ميرغني . حتى أهل الخرطوم كما قلنا في مقال بالأمس، الخريف وبسبب نقتهم كل خريف واعتبارهم له كارثة لا لزوم لها ومطالبتهم المستمرة بأن يقوم الله سبحانه وتعالى بتوجيه الأمطار نحو المشاريع الزراعية والولايات الطرفية، مصرين بأفقهم الضيق المحدود على تقسيم رحمة الله وفقاً لأمزجتهم يريدون بذلك أن يضوقوا حلوها ونذكرهم بخلف الله حمد فيما اذكر الذي غنى لهم (يالضايقين حلوها ...مرها ضوقو ). عليه نرجو من السيد والي الخرطوم أن يتجه إلى اي طرف من أطراف الولاية ويصطحب الفقراء والمساكين والضعفاء والأطفال، وأن يتجنب المسؤولين وأصحاب الوجاهة غلاظ الأكباد والأجساد والسيارات قدر جهد فهم بعمائلهم من أسباب إمساك السماء، وأغرب مافي أمرهم أنهم يظنون أنفسهم أهل فلاح وتقوى وأيمان، وهكذا دائماً يزين الشيطان لهم سوء عملهم ، فإذا حدث ذلك فإننا سنجد أنفسنا في دائرة الوعد غير المكذوب. خير لنا أن نعيش بعض الأزمات بسبب الخريف من أن نتمنى أن لا يأتي، فعدم حضوره في الموعد يعني تأثيراً على الزرع والضرع، ويعني أن قوت السواد الأعظم من السودانيين في مهب الريح، وقبل دعوتنا للوالي فإننا ندعو الناس كافة بأن يجأروا بالدعاء والاستغفار حتى تتفتح أبواب السماء بالغيث، فعمايلنا بطالة عديل إلا من رحم ربي.. فيا والينا قم إلى صلاة الاستسقاء يرحمك الله..