عرفت الأسرة السودانية «القفة» لحمل الخضار والفواكه واللحوم، ومعروف أن القفة صناعة تقليدية يدوية يجيدها الرجال والنساء بأحجامها وألوانها المختلفة كبيرة ومتوسطة وصغيرة، فهم يشترونها على حسب الاحتياجات والضرورة، وهي موجودة في قلب الأسواق، ومؤخراً اندثرت وحلت محلها الأكياس البلاستيكية، وقد ربط عدد من الذين التقتهم «آخر لحظة» اندثار القفة بالوضع الاقتصادي الذي مرت به البلاد منذ سنوات، الى جانب ذلك لأنها لا تشكل مظهراً حضارياً، واجمعوا على أن الكيس الصغير هو المناسب لحمل الشيء المناسب، وترتب على اختفاء القفة ظهور صناعة الأكياس واستخدامها لحمل الأقمشة والأحذية واللحوم والخضر والفواكه والبهارات.. وأصبحت القاسم المشترك لحمل جميع الأغراض، وأثبتت الدراسات أن لها آثاراً جانبية ساهمت في تردي النظافة لانتشارها في الشوارع العامة وأمام المنازل، حيث أصبح لا يخلو شارع من كمٍ هائلٍ من الأكياس، وهذا يعد مظهراً سلبياً.. وفي السابق كان الناس يستعملون أكياس الورق مع القفة، وأثبتت الدراسات العلمية أن صلاحيتها أكثر من أكياس البلاستيك، لأنها تتفاعل وتتأثر بالحرارة، كما أن لها آثاراً على التربة، وكذلك تتفاعل مع المواد الساخنة وتسبب كثيراً من الأمراض الخطيرة، وهذا يظهر جلياً في مجتمع الخرطوم، وما زال الريف وضواحي المدن والولايات تستخدم القفاف..