٭ إذا كان هناك نادي غريب من حيث النشأة والتأسيس في الدوري الممتاز حالياً فهو فريق «النسور» الذي لا يستطيع أحد أن يحدد بشكل قاطع الفاصل بين انتمائه للشرطة وانتمائه لعدد من الأفراد علي رأسهم صاحبه العميد مكي ! ٭ والنسور الذي اشتري نادي الهاشماب قبل أن يستعيده أهله فريق «غامض» محاط بسرية غريبة في دوري محترفين إن صح التعبير ! ٭ كل أندية الدوري السوداني يمكن متابعتها بدقة ومعرفة تفاصيلها إلا النسور الأمدرماني .. ربما كانت هذه سياسية خاصة بحكم الإنتماء لمؤسسة شرطية، ولكن هناك خرطوم الأمن وأهلي الجيش ومريخ الحكومة، وكلها أندية من السهل عليك أن تتابع أخبارها الكروية ! ورغم ذلك فان من حق قيادة النسور علينا وخصوصا الأخ مكي أن نشيد بها .. فالفريق الذي لا يملك إرثاً تاريخياً ولا مشجعين ولا يجد أو يبعد نفسه عن الإعلام قدم تجربة جديدة نجح من خلالها في البقاء بين أندية الدرجة الممتازة، رغم أن هناك من لا يحس بوجوده أحيانا ! فعندما تجلس لتراجع أندية الدوري الممتاز يمكن أن تنسي ذكر اسم النسور، وهذه سياسة لها ايجابياتها حيث إن التركيز الإعلامي أحيانا مضر، كما أن قضاء الحوائج بالكتمان به الكثير من الفوائد ويجعلك تفاجيء خصومك . والسلبيات واضحة فأي نادي يريد الاستمرار والحياة الطبيعية والتطور في كرة القدم عليه أن ينفتح تماماً على الإعلام وأن يطرح أفكاراً للتسويق، وأن يعين منسقاً إعلامياً وموقعاً ويفتح أبوابه للصحافة ! ٭ نسور أم درمان المنتمي لشرطة الخرطوم يؤدي مباراة دورية رسمية اليوم أمام الهلال .. ومباراة النسور أمام الهلال طابعها العنف واستعمال القوة، وكأن أهل النسور يريدون أن يذكروا شعب الهلال دوماً بقوات الاحتياطي المركزي ! ٭ نحن لا ننكر أن هناك عدم ود بين الشعب الأزرق والضرب والعصي وفرض الرأي، ولكن هذا يجب ألا ينعكس داخل الملعب، فنحن في حال تنافس شريف ! لاعبو النسور استعملوا العنف القانوني في إحدي المباريات بدرجة أغضبت جماهير الهلال فحبستهم لساعات داخل الملعب ! وهو أمر أيضا مرفوض رغم انه لم يصل لدرجة ما فعلته جماهير المريخ يوم مباراة مريخ الفاشر عندما اضطر رجال الملعب لترك أثر غضب جماهير المريخ من أداء فريقها أو من أداء آخرين لا أدري ! المهم أن الهلال سيواجه اليوم فريق شرس يلعب كرة القدم سريعة وقوية وقتالية، ويخرج في كثير من الأحيان عن العنف القانوني مدعوماً بجهاز إداري قابل للإنفجار في أي لحظة، والشواهد التاريخية كثيرة وإن كان الهلال يستطيع أن يحمي نفسه من تفلتات أهل النسور التي حدثت مع أندية لا تملك القوة الزرقاء ! ٭ المدرب الكوكي سيجد نفسه في موقف صعب وهو يواجه فريق صعب وشرس قبل موقعة أفريقية فاصلة أمام المغرب التطواني .. ٭ الكوكي الذي يقاتل في جبهتين يجب أن ينتبه جيداً الى أن لاعبي النسور يمكن أن يعطلوا له نجوماً كباراً لا يوجد لهم بديل بالإصابة في توقيت صعب، لذلك علي الكوكي الحذر ثم الحذر وعلي لاعبي الهلال أن يحسموا اللقاء مبكراً حتي يكون بمقدورهم ومقدور مدربهم إتاحة الفرصة للبدلاء للمشاركة ! ٭ فمثلا لاعب مثل كاريكا من الصعب تعويضه يمكن أن يصاب لو لعب بأسلوب الجري الذي يمارسه، ولاعب مثل بشه يمكن أن يصاب لو لم ينتبه لما يفعله لاعبو النسور ! وبشه كاريكا هما روح الهلال بالخبرة والأداء الدفاعي والهجومي المتميز .. ٭ مباراة النسور اليوم ستكون اختباراً حقيقياً للبرازيلي أندريا، فاللاعب المهاري الذي يبدع في مباراة الضغط واللعب العنيف هو اللاعب المطلوب في الهلال، ولو استطاع أندريا اجتياز امتحان النسور فستكون الجماهير في غاية السعادة .. ٭ لا أدري هل سيتيح المدرب الفرصة مرة أخرى للشعلة رغم غيابه الأفريقي أم أنه سيدخلنا في تجربة الجزولي من جديد ! ٭ الجزولي بعيد حتى ولو تألق في هذه المباراة فان مسألة عودته للمشاركة أمام المغرب التطواني تبقى مغامرة كبرى ونفس الشيء ينطبق علي سيدي بيه السوداني «فيصل موسى» اللاعب الذي جاء للهلال بعد أن استهلك نفسه في كسلا وشندي والعرضة جنوب ! ٭ من المؤكد أن الكوكي هو الذي قدم الدعم الأكبر للاعب الصيني، ولكن من المؤكد أن الكوكي هو نفسه من وضع الصيني في موقف صعب في عطبرة، وهو الذي يجعلنا أمام علامة استفهام كبرى وهو يبعد الصيني عن المشاركة وهو المسجل أفريقياً ويتيح الفرصة للاعب الذي أبعده عن الكشف الأفريقي وليد الشعلة ! ٭ مباراة النسور ازدادات صعوبتها لأنها تسبق مباراة العبور .. خلي ميزانك دقيق يا كوكي ..