٭ قد تبدو الأمور «زي» حكاية من الأساطير، عندما نقول إن كثيراً من الأخوات أصبحن مغنيات، والكثير من الأُخريات في طريقهن ليصبحن كذلك، فمع صباح كل يوم يطل علينا وجه جديد لمغنية تقدم نفسها أو يقدمونها لنا على أنها من أهل الغناء والطرب، وكل رأسمالها الفني وجه جميل أو عازف أورغن بارع، ولا نبالغ حينما نقول إن عدد المغنيات كاد أن يفوق عدد «الركشات» في شوارع العاصمة بمدنها الثلاث وضواحيها إن لم يكن فاقها بالفعل لا القول، وهي ظاهرة تستحق أن نقف عندها كثيراً، ليس بالإستغراب ورفع الحاجبين دهشة وإستنكاراً، ولكن بالدراسة والتدقيق لأسباب الظاهرة. ٭ لا يعقل أن نصل مرحلة قد تصل إلى درجة أنه لكل مواطن مغنية، وليتهنَّ قدَّمن جديداً يحسب للفن وللمستمع، فالغاية هي «العداد» بعد أن أصبح للمغنواتية جمهور وطلب، لذلك ليس غريباً عندما نرى انتقال مغنية من حالٍ إلى حال، ومن حي في أقصى المدينة إلى أرقى أحيائها مع سيارة فارهة وما شاكل ذلك من رفاهية. ٭ مؤسف والله أن يجد الأستاذ الفنان الرائع السني الضوي كل هذا التجاهل من أهل الحكومة ومن أهل الوسط الفني وهو وحيد يصارع المرض دون أن يتذكره أحد، ومثله يستحق كل الرعاية والاهتمام وأن يُحمل على «كفوف الراحة».. ليس تكرماً عليه ولكن لسداد بعض دينه علينا، بعد أن جمّل حياتنا وزين أمسياتنا بكل الجمال، من الكلمة الرصينة واللحن البديع والأداء الساحر الآسر.. ترى أين صندوق دعم المبدعين الذي حدثونا عنه كثيراً دون أن نسمع له حساً أو نلمس له أثراً. ٭ ما يعانيه السني الضوي يعانيه الفنان الجميل أبو عبيدة حسن الذي لسان حاله هذه الأيام «شوفوا لي حلل».. بعد أن فشل في توفير مبلغ عملية غضروف حُكم عليه بالبقاء مجبراً في المنزل الذي يسكن فيه مع أسرته كخفير، وأجبره على البقاء في سريره يشكو آلام المرض وتجاهل الناس له. ٭ أبو عبيدة أصبح قليل الحركة ولا يتحرك إلا عبر عصاه يتوكأ عليها، ولا يهش بها على غنم ، لأنه لا يملك غنماً ولا شيء من حطام الدنيا. ٭ خلاصة الشوف: آن الأوان أن يكون لصندوق دعم المبدعين دوره، وليته يعلن عن نفسه بكل الجدية عبر وقفة قوية مع السني الضوي وأبو عبيدة حسن، «وكل حركة معاها بركة».