٭ السرقه أنواع هناك من يسرق جمل أو حمل أودجاجة أو بيضة أو بلد ، الحراميه أنواع: هناك زوار الليل وزوارالفجر، هناك من يسرق بدافع الحاجه ومن يسرق للطمع، للسرقه أسماء ومدلولات، فالحرامي هو الحرامي إن قلنا لصاً أو سارقاً أو مختلساً أو معتدياً على المال العام، كما يقول الخطاب الحكومي.... المهم تبقى السرقه هي السرقه، فكلهم حراميه سارق السلطة سارق الفكرة سارق القلوب سارق اللحظات الجميلة سارق الونسة .. سارق الموبايل من شنط البنات .. سارق الخط من سائقي الحافلات.. الحرامي هو الحرامي إن كان في راسه طاقيه أو عمة بشال.. أو بدون شال أو في راسو ريشة .. الحرامي يجب ان يعاقب لأنه أخذ حق غيره ٭ ولكن ماذا عن حرامي الكتب هل يعاقب كبقية اللصوص؟ فالدافع هنا مختلف.. قبل أيام قرأت في هذه الصحيفة أن صاحب مكتبه في الصين يتركها للجمهور بلا حراسه وباستطلاعه أكد ارتفاع مبيعاته، ولم تسجل حالة سرقه واحدة. زميلنا المبدع مصعب محمد علي نقل لنا حواراً مماثلا مع ود الجبل وهو من أشهر باعة الكتب في الخرطوم ود الجبل قال إن القراء السودانيين لا يسرقون، وحكي تجربه فريده الرجل يرص كتبه بنظام وترتيب معين. يفرش كتابه علي مدار السنه ولا يحتاج لحراستها حتى وان كان غائباً كتبه في مكانها صباح ومساء، ولا تحتاج إلى من يحرسها، فهو يعتقد أن المحبة التي بينه وبين القراء كفيله بحراسه كتبه من السرقة، يقول في بريطانيا قرأ لافتة أما م كتب مفروشة تقول: «القراء لا يسرقون». ٭ هذا الحوار بين مصعب وود الجبل ربما يفتح شهيتنا لنقلة لفضاء أوسع فحيز الكتب أضحى ضيقاً و قراء الكتب في تناقص شديد. ننقل السؤال للفضاء الأوسع من حرامية وجمهور بمنطق ود الجبل لماذا يسرق السارق الناس والمال العام هل لإنعدام المحبة أم الدافع آخر كبير ومختلف؟؟ ٭ بحساب بسيط نستطيع أن نقول كلما ارتفع الاحساس بالوطنية كلما انخفضت معدلات السرقة بكل أنواعها، ففي العهود السابقة والتي كانت تعلي من شأن الوطن والوطنية لم تكن الصورة بهذه البشاعة التي نراها الآن بشاعة أن يضحي الحرامي بطلاً يشار إليه بالكاميرات والأقلام ٭ بئس المثال وبئس الحرامية واللصوص بكل مسمياتهم وأشكالهم القبيحة ورائحتهم النتنة، يسقط الحرامية في كل «مكان وزمان». ملحوظة: نعيد نشر هذا العمود نسبة للتداخل الذي حدث في بعض الفقرات أمس بسبب النقل الخاطيء من الواتساب إلى جهاز الصحيفة، حيث أرسلناه من على البعد والحمد لله جاءت لطيفة إذ اقتصر الضرر على التداخل ولم يتعداه لسرقة فقرة من هنا أو هناك كما يفعل «الهكرز» الذين هم من أرقى وأذكى اللصوص.