٭ وزير الإعلام بدا «غاضباً» وهو يتحدث أمام حشد من البرلمانيين زاروا الوزارة أمس. ٭ د.أحمد بلال اتهم مواقع «التواصل الإلكتروني» باتهامات ليست جديدة ولكنها مستمرة ومتصاعدة.. بالمناسبة كلمة «تواصل» هي الصحيحة و«الأدق» والبعض يطلق عليها خطأً عبارة وسائل «إعلام»!! ٭ هذه المواقع ليست «وسائل» وليست من الإعلام «في شيء» !! في أمريكا لا يعطونها الصفة الإعلامية، يصفونها ب «الدردشة». ٭ أحد أعمامنا الكرام في الحي أطلق عليها مواقع «الدروشة»، قال لي، و مجموعة من شبابنا يفترشون الأرض في الشارع وكل منهم منهمك في «جهازه» لا تسمع لهم صوتاً أو حساً، فأشار إليّ قائلاً: اكتب لينا عن مواقع «الدروشة» دي، الشفع ديل بقوا مدروشين اليوم كلو «مدنقرين»، ما في زول قادر إرفع راسو فوق!! ورحم الله وردي الذي غنى لنا «أرفع رأسك هيبة وجبرة»!! ٭ نعود لكلام الوزير لأنه كلام «الحكومة» والناس «أهالي»! اتهامات الوزير حددها في بث الإشاعات المغرضة والخادشة للحياء، ووصفها بالإعلام خطير! ٭ ربما يفهم من الكلام أن الحكومة بصدد «التضييق» على الإنترنت ليلحق بالصحافة التي «تملأ» فمها بالماء كل يوم!! ٭ طبعاً نحن ليس بمعزل عن العالم فالوافد الجديد أضحى مشكلة ولكننا في السودان مشكلتنا أكبر!! فإذا انطلقنا من باب «النقد الذاتي» فالسودانيون يتميزون «بالإفراط» في أي شيء، و«الجديد عندهم شديد» فإذا أضفنا عوامل الحروب والنزاعات وحالات البلبلة السياسية والاضطراب والكبت، فإن المسألة معقدة.. فهناك من يستخدم هذه الوسائل في تصفية الخصومات وإشاعة الفتن السياسية والاجتماعية والشخصية!! ٭ في هذه الحالة لا تنفع القوانين هنا للحد من هذه التجاوزات، ولكنها تحتاج لعصف ذهني ومجتمعي في كيفية رفع الوعي وترسيخ المباديء والقيم السودانية السمحة والتي باتت مهددة بالزوال والفناء! ٭ حدثني أكثر من مسؤول في الداخلية بارتفاع عدد البلاغات المفتوحة والتي باتت تسمى «جرائم المعلوماتية»، ولكنها في الغالب «ما بتمشي لي قدام» لأسباب يطول شرحها، وبعضها يتعلق بالتقنية!! ٭ وسائل التواصل الاجتماعي زي «ونسة الشوارع» لا سقف لها ولا يوجد أي رادع أخلاقي أو ديني أمامها. ٭ هناك من يقول: إن هنالك جوانب إيجابية لهذه «المصائب» ونتفق معه في ذلك، وخوفنا من الآثار الاجتماعية السالبة التي تبدو مدمرة في مجتمع كان ولا زال يتمسك بفضيلة «الستر»، ويا لها من فضيلة. ٭ لعن الله مروجي الفضائح والباحثين عن «شهوة» هتك أسرار و «أعراض» الناس!!
