خرج من بوابة القيادة العامة للقوات المسلحة وكان يعتقد أن حياته العسكرية وتلك المهام الصعبة قد انتهت وأصبحت تاريخاً مشرفاً لضابط عظيم.. خلع البزة العسكرية ورفع آخر تمام وتلقى آخر التعليمات بأنه اليوم أصبح رجلاً مدنياً.. من المؤكد أن الفريق عوض بن عوف كان يعلم أن معارك أخرى في انتظاره لكن هذه المرة فيها كثير من التكتيك والإستراتيجيات المختلفة، وهذا ما حدث بالفعل، حيث عين عقب تقاعده سفيراً بالخارجية وعمل مديراً لإدارة الأزمات بالوزارة ، قبل أن يُدفع به سفيراً للسودان بسلطنة عمان.. في ذلك االنهار المتأخر كانت رئاسة الجمهورية تتلو قرارها عبر المرسوم الدستورى بتعيين الفريق ركن عوض محمد أحمد بن عوف وزيراً للدفاع. التعليمات الجديدة جعلت الجنرال المتقاعد يعود هذه المرة ليكون على رأس الجيش السوداني، ويصعد إلى الأذهان سؤال: هل سيرفع الفريق التمام العسكري مرة أخرى أم أنه عائد بالوظيفة السياسية وزيراً؟!ولد بن عوف في مستهل الخمسينات بقلعة ود مالك قرية قري والتحق بالكلية الحربية وتلقى تدريبه العسكري بمصر وتخرج في الدفعة 23 مدفعية عمل معلما بكلية القادة والاركان من أبرز أبناء دفعته القائد الشهير بمتحركات العمليات بالجنوب الفريق أول محمد عبد القادر ووزير الداخلية الفريق أول عصمت عبد الرحمن .. شخصية عوض مازجت بين العسكرية والأمنية والسياسة في آن واحد، حيث عمل مديراً لمكتب سكرتير الأ مانة العامة للاتحاد الاشتراكي عوض مالك، ثم انتقل بعدها مديراً لجهاز المخابرات الخارجي عندم كان الجهاز منفصلاً «خارجي وداخلي»، وأشار اللواء «م» محمد عبد الرحيم في حديثه معي إلى أن عوض اختير مديراً لإدارة الاستخبارات والتي بدورها تم تطويرها فيما بعد لهيئة الاستخبارات ليظل بن عوف على رأسها. كانت مغادرة عوض إلى منصب السفير إشارة صريحة إلى تقدير القيادة له فقليل من الضباط يواصل عمله في خدمة الإنقاذ - والتي كان له سهم فيها - في محطات أخرى مثل المجال الدبلوماسي، ودونكم الفريق عبد الرحمن سر الختم «وزير ووالي أسبق» وسفير السودان السابق بأثيوبيا، وإن كان عوض انتدب أثناء فترة خدمته العسكرية لسفارة السودان بمصر حيث عمل مستشاراً. لكن أبلغ وصف لعوض، إنه «زول المرحلة» الذي أصبغه عليه صديقه رئيس حزب الأمه الوطني عبدالله مسار الذي قال ل«آخر لحظة» لم يكن عوض عسكرياً صرفاً، وتمتاز شخصيته بالهدوء، وهي صفة يرى مسار أنها تتوفر في رجال الأمن أمثاله، كما أنه يتميز بكاريزما جعلته محبوبا بين زملائه الضباط والعساكر، وبرغم أن مسار زعم أنه لم تكن هناك عداوات أو صراعات للفريق عوض إلا أنه كانت له معارك شهيرة مع زعيم قبلي مثير للجدل بدارفور. ويشير مسار إلى جوانب إنسانية في شخصية ضيفنا، منها أن أبواب منزله بحي الملازمين بأم درمان ظلت مشرعة أمام كل قاصد. وبدا مسار متفائلاً بطرق الفريق عوض لأبواب النجاح من المعروف عن عوض أن يعمل في صمت، لكن برز اسمه، وعرفه كثيرون عقب ما رشح في وسائل إعلام خارجية عن لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بشأن دارفور في العام 2005 أن الرجل ضمن قائمة، زعموا أنهم متسببون في سوء الأوضاع بدارفور وربما ورد اسمه لجهة قيادته للاستخبارات وقتها. لعب دورا في تحسين العلاقات السودانية الاريترية عندما ترأس اللجنة الامنية للمفاوضات السودانية الاريترية.