بحسب صحافة الخرطوم الصادرة أمس فإن حواراً ثالثاً قد طرحته قوى نداء السودان وحلفاؤهم من الجبهة الثورية عقب اجتماع ضم الاثنين بأديس أبابا. وقد أمن الاجتماع الذي انعقد بحضور كل من ياسر عرمان ومالك عقار والتوم هجو ومني أركو مناوي والريح محمود، ومن تحالف القوى الوطنية حسن رزق وأحمد أبوالقاسم هاشم وطه عبدالله يس وحسن إدريس، أمن على الشروع في طرح الحوار البديل والاستعداد لقيامه على أن لا يستثني أي فئة من فئات المجتمع السوداني حال تعنت الحكومة والإصرار على المضي قدماً في الحوار بدون مستحقاته المطلوبة. ليست المرة الأولى التي يطرح فيها حزب الأمه القومي وحلفائه من الجبهة الثورية مبادرة أو حوار ذهبت ادراج الرياح. القيادي بتحالف قوى الإجماع الوطني ساطع الحاج، قال في حوار مع «آخر لحظة» إن سبب موت مبادرات الإمام الصادق المهدي محاولته فرض وصايته على الآخرين، ولكن لماذا تطرح هذه القوى المعارضة بالخارج، مدنية ومسلحة، هذه المبادرة الثالثة في هذا التوقيت والذي يقوم فيه الأمام الصادق المهدي وبحسب المصادر بمحاولات لتقريب وجهات النظر بين الحكومه والجبهة الثورية وانتزاع ضمانات من الاتحاد الأروبي تمكن الجبهة الثورية من الجلوس في مائدة الحوار الحكومي، وبحسب المصادر الموثوقة فان وسيط المفاوضات بين الأطراف الثلاثة د. كامل إدريس، ومن هنا يصعد الى الاذهان سؤال هل هي محاولة من زعيم الانصار لقطع الطريق لسحب البساط من تحت اقدام المؤتمر الشعبي الذي يتسيّد الحوار الآن؟ واصحاب الاتجاه يقرأونها من خلال إصرار الإمام على تقوية موقفه بالحركات المسلحة على طاولة الحوار. ولكن المؤتمر الشعبي الذي يراهن الآن على الحوار الوطني السوداني، يصف الحديث عن حوار بديل ب«ردة فعل» مشيراً إلى التقدم الواضح في خطوات الحوار الوطني إلى الأمام و التي كذبت الادعاءات التي أطلقت حول الحوار ووصفته بالميت تارة وبالجنازة تارة أخرى واعتبره الأمين السياسي للحزب الأستاذ كمال عمر محاولة لخلق حوار رديف، وزاد بالقول ما تطرحه الثورية ونداء السودان تحصيل حاصل، مشيراً إلى أن الحديث عن ضمانات خارجية لجذب الحركات المسلحة لطاولة الحوار يعتبر تدويلاً للحوار السوداني ومرفوض بالنسبة للمؤتمر الشعبي، الذي أبلغ الآلية رفيعة المستوى بذلك، وقال كمال الحديث عن ضمانات خارجية للحركات المسلحة يقصد منها غرض آخر،لافتاً إلى أنهم ضد أي وصاية تدخل الحوار الوطني من مجلس الأمن السلم الأفريقي أو إدخال الفصل السابع، واصفاً الضمانات السودانية بالحقيقية. وانتفد كمال بشدة الحديث عن حوار خارجي وحمل الاتفاقيات الخارجية أوزار انفصال الجنوب و اشتعال الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وكشف كمال عن خطوات واستصدار مرسوم دستوري من رئاسة الجمهورية، يؤمن دخول الحركات المسلحة التي يعتبر تأمين دخولها للسودان من أولى أولويات الحوار الوطني، على حد قول الشعبي الذي يرى انه من الممكن ان يسبق لقاء خارجى بالحركات المسلحة، بغرض تطمينها وجذبها لطاولة الحوار. و سيظل السؤال الذي ستجيب عليه الأيام المقبلة، هل تصبح مبادرات الحوار الثالث خطوات نحو المواعيد الوهم؟!