أعجبتني مقولة الشاعر القديم جننا بليلي وهي جنت بغيرنا وأُخرى بِنَا مجنونة لانريدها وتعود بي الذكريات أيام دراستنا بالمرحلة الثانوية، وكيف أننا زملاء ودفعة واحدة وقعنا في حب فتاة واحدة. كنّا ندرس بمدرسة الخرطوم الجديدة وكانت هذه المدرسة في أوج عظمتها، حيث حازت الفوز في برنامج مسابقات المدارس التلفزيونية المشهورة في أيامنا، وكان لنا الشرف في مصافحة وتلقي الجوائز من الراحل العظيم النذير دفع الله. ما علينا أعزائي نعود لدلال والتي أسرتنا جميعاً وأيقظت فينا مشاعر كنا نخفيها عنها، ولكن عندما نخلوا إلى بعضنا يكون معظم حديثنا «هل دلال تحب واحداً مِنّا أم لا، وإذا كانت لا تحب واحداً مِنّا فمَن تحب إذاً».. كنّا نقل بترحيل مشترك، وكانت دلال معنا، وكنا نتنافس في الجلوس بجوارها، ولكنها كانت لاتظهر أي مشاعر لأي أحد فينا. قمنا بالتفكير في فكرة مجنونة وهي أن نقوم بكتابة اسمها في خلفية الحافلة التي تقلنا، وفعلاً قمنا بدفع إشتراكات وزيّنا الحافلة باسمها.. كنّا ننتظر أن يحرك هذا شيئاً ما في صدرها، ولكن كان شيئاً لم يحدث.. كان كل منا يحكي عن علاقاته مع الجنس الآخر وكيف إن كل واحد منا له فتاة مغرمة به. عجزنا عن تحريك ساكن دلال واعترفنا بفشلنا.. ومضت السنين ووجد كل ليلاه، وشابت الرؤوس، ولكن عندما نلتقي لايخلو حديثنا عن دلال. في مشوار الحياة نلتقي بأشخاص يتركون بصمة واضحة في حياتنا، ومضت دلال وسار بِنَا موكب الحياة في كل الاتجاهات ولكن تبقى دلال هي حبنا العذري.