٭ المرض هو عدو الإنسان الأول الذي يكبل يديه وروحه ويجعله يعيش في قلق وخوف.. يواجه مصيره في رحلة علاج قد تقصر أو تطول.. بتكاليف قد ترهق جيبه أو تدخله في موجة من الديون لا قدرة له بها.. وأنواع المرض كثيرة منها الخفيف ومنها المخيف.. ودائما الصحة تاج على روؤس الأصحاء .. ولكن.. ودائماً تكون بعد لكن الكثير الكثير.. ٭ كلنا نعرف أن مرض (السرطان) قد انتشر بصورة سريعة .. وفي الآونة الأخيرة أصبح شبحاً يهدد كل الأسر.. وقد لا يخلو بيت إلا وبه مريض أو شخص يهدده المرض اللعين الذي يسيطر على جسد الإنسان بصورة مرعبة وسريعة.. ونجد داخل مستشفى الذرة أن هناك المئات بل الآلاف من المرضى أتوا ما بين الخوف والأمل تجدهم يبحثون عن علاجات قاسية يعرفون بمضاعفاتها وآثارها الجانبية التي تتركها عقب تلقي جرعات العلاج الكيميائي وتساقط الشعر والحالة النفسية المريعة التي يعاني منها المريض وأسرته التي تعيش في حالة فزع من المصير المجهول الذي ينتظر مريضهم.. إلا ان الأمل في الشفاء يجعل كل ذلك هيناً ويمكن احتماله لأن قدرة الله فوق كل قدير.. ٭ وعلى الرغم من ريادة السودان في مجال تشخيص وعلاج مرض السرطان فان الوتيرة التي يتقدم بها السودان في مجال الطب النووي تظل بطيئة للغاية مقارنة مع بعض دول الجوار.. فبعد أن أصدرت الحكومة قانونها الخاص القاضي بانشاء مراكز قومية أكثر تخصصاً فلا زالت المعلومات تؤكد بأن الزحف السرطاني قد إنتشر بصورة كبيرة .. وأن إمكانيات السودانية الحالية لن تقف في وجه المرض.. فنحن لا نملك إلا مستشفى واحد وهو مستشفى الذرة.. وكان يعاونه مستشفى ود مدني الذي توقف عن العمل في الوقت الحالي حسب معلوماتي.. وبرغم أن الحكومة أسهمت وتساهم بصورة كبيرة بدعم علاج السرطان إلا أن مستشفى الذرة يحتاج إلى الكثير من التأهيل والترميم حتى يستطيع أن يستقبل الكم الهائل من المرضى..والذرة يحتاج إلى تكاتف شعبي ورسمي للنهوض به.. ووطننا يزخر برجال البر والإحسان والذين لن يبخلوا في بناء وتشييد وترميم ذلك الصرح المهم الذي سيعود إليهم بالحسنات .. والنفع لأهل السودان.. وعلى حكومتنا أن تهتم بذلك المستشفى لما له من أهمية كبيرة .. فدعم العلاج وحده لا يكفي .. فالذرة يحتاج إلى إعادة وتأهيل وترميم وإلى زيادة (عنابر وأسره) فمعظم المرضى يأخذون علاجهم وهم يفترشون الأرض ويعيشون حالة تكدس.. مما يزيدهم ألماً ووجعاً .. وأغلب المرضى يأخذون علاجهم ويلجأون إلى المستشفيات الخاصة لأخذ الجرعة بها.. ويدفعون دم قلبهم حتى يرتاح مريضهم .. فمريض السرطان يحتاج إلى الراحة والروح المعنوية العالية التي تعينه على تلقي العلاج.. اللهم أشف كل مرضى المسلمين اللهم أميييين.. وجمعة مباركة.