فكرة أن تلتقي حاستان كلٌ منهما تتفرد بخاصيتها الجمالية، الصورة والصوت «اللوحة والموسيقى».. في قالب معين هو الفن، لم تتبلور حتى الآن.. لكن فكرة اختصاصي الموسيقى ومهندس الصوت صلاح ابو الريش وجدت من يُعبر عنها بالصورة ماثلاً في التشكيلي الشاب احمد الرضي ورفاقه الذين حولوا «حوش ريش» منزل صاحب المبادرة بالمقرن حديقة فن.. حوش ريش يقول ود الرضي.. مهمتي في الحياة اظهار ما هو جميل فيها برسم وتلوين كل موجواتها بكل انفعالاتها.. التقيت ابو الريش في احد زياراته للخرطوم التي يعود اليها بين الفينة والاخرى من مقر اقامته ببريطانيا.. وكان ان طرح عليّ فكرة مشروعه، المزاوجة بين الموسيقى واللوحة، وان نجعل من منزله «قاليري» خاص بالرسم «الجداري».. فكان حوش ريش. جداريات.. «النغم واللون» الفتنة الأخاذة التي يسحر بها جمال المادة حواسنا، من شأنها ان تحفزنا -ما دام الشكل ايضاً ذو جلال- وان تسمو بنا وتزيد انفعالاتنا شدة. انهت محاولة التجريب والبحث من خلال استخدام وسيط التعبير «الموسيقى واللون»، ذلك لارتباطهما بأهم حاستين «السمع والبصر». قامت مبادرة حوش ريش للتأكيد على البعد الجمالي من الناحية السايكولوجية في حياة الفرد الانساني، بتحفيز العالم الذي ينتمي اليه، وخلق علاقة انسجام بين عالمه الخارجي والداخلي، ومن ثم نصل لكائن بشري فاعل وحيوي تجاه قضايا الابداع. جداريات على المباني تطمح المبادرة لعمل «جداريات»-لوحات او بورتريهات على مباني الخرطوم الكبيرة أو العالية وكباري الخرطوم لتجميل العاصمة.. وهي من شأنها تغيير الامزجة واضفاء النقاء الروحي، مما تساعد في الالتقاء الانساني.