في العام قبل الماضي وقفت الدكتور آمنة مختار داخل قبة المجلس التشريعي لولاية الخرطوم لتقول إن مذيعات قناة الخرطوم كاسيات.. فتصدت لها الأقلام الصحفية والأسافير محتجة على القول المردود وغير الصحيح.. لأن القناة لا تشاهدها الدكتور وحدها والتي بدا أنها شاهدت قناة أخرى وظنتها الخرطوم. وأمس قفز آخر ليقول داخل قبة البرلمان إن قناة الخرطوم صارت قناة غربية تقدم مسلسلات وبرامج أجنبية.. فأحسن الوزير الحصيف الدقير بعدم الرد عليه لأنه لو رد لقال: إن شبكتك طاشة.. تطلب منها أن تعطيك الخرطوم فتعطيك قناة أخرى أجنبية. ولأن الوزير يعلم أن قناته ليست بها مسلسلات.. ولأن المسلسل الوحيد الذي قدمته كان في رمضان الماضي باسم «حوش النور» وهو المسلسل السوداني «مية المية» والذي حقق أعلى نسبة مشاهدة.. ويعلم أن برامج قناته ليس من بينها برنامج واحد أجنبي وأنها في رمضان صنفت من أفضل القنوات.. وأن السيد رئيس الجمهورية قد أشاد بها صوتاً وصورة في شهادة موثقة وقال إنها جعلت الذين لا يعجبهم العجب يشيدون بها وببرامجها .. كنا نتوقع من النائب المحترم أن يتحدث عن تجربة قناة الخرطوم الناجحة رغم الإمكانات الشحيحة ويطالب بدعمها لتتصاعد نجاحاتها.. لا أن يقول لمجرد الرغبة في الكلام وبلا أدلة إن برامجها ومسلسلاتها أجنبية دون أن يذكر اسم برنامج أو مسلسل واحد ليستند عليه.. وبالقطع القناة متاحة للجميع لذلك لم يعلق على كلامه حتى رئيس المجلس التشريعي الذي كان نائباً للوالي ومن الراعين لتجربة القناة.. والسؤال هنا.. من أين أتى مثل هذا النائب الذي لا يفرق بين قناة الخرطوم والقنوات الأجنبية.. «السؤال بريء جداً». خلاصة الشوف: نحزن والله عندما تذبل لنا زهرة في أي حديقة من الحدائق.. وقناة الخرطوم هي عندنا زهرة في حديقة الإعلام السوداني.. نأمل صادقين من المجلس التشريعي بالولاية ومن حكومة الخرطوم أن يتعهدوها بالرعاية الكاملة حتى تكون أكثر تفتحاً وإشراقاً وحتى يملأ عبيرها الفضاء.. لا نريد أن نحزن على ذبول هذه الزهرة كما حزنا على زهرات كثيرة حكم عليها بالذبول فعدنا نذرف عليها الدموع.