٭المتابع للتطورات العسكرية والسياسية الجارية في اليمن مقارنة بما يحدث في دول المنطقة من سوريا إلى العراق إلى ليبيا، لأبد أن يلحظ التقدم المتسارع والنجاحات التي حققتها «عاصفة الحزم» ومن ثم عملية «إعادة الأمل»والمقاومة الشعبية اليمنية في مواجهة مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح.. فبعد شهور معدودة من إطلاق التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ، تمكن هذا التحالف بعملياته الجوية وحصاراته البحرية من تقديم المساندة المطلوبة للمقاومة الشعبية فحررت عدن والعديد من المحافظات الجنوبية حتى وصلت إلى تعز في قلب البلاد، والتي لا تزال تشهد معارك ضاربة وهجمات صاروخية من التلال المحيطة بها تطلقها مليشيات الحوثي وصالح المندحرة. ٭لكن المحطة الأكثر أهمية والتي أصبحت عملياً تحت مرمى نيران المقاومة الشعبية هي العاصمة التاريخية صنعاء التي يسيطر عليها ويديرها جماعة الحوثي وصالح حتى هذه اللحظة.. في لقاء ملتفز أجرته قناة العربية « الحدث» مع الشيخ عثمان مجلى، أحد شيوخ صعدة- مركز الحركة الحوثية- وأحد الرموز المعارضة للانقلاب أوضح الشيخ عثمان أن أكثرية سكان صنعاء ، بما يصل إلى نحو (75) في المائة، وجدوا أنفسهم فجأة أمام وضع شاذ بعد انقلاب الحوثي الذي زلزل حياتهم وأدخلهم في حرب ضروس ليس لهم فيها ناقة ولا جمل.. وبالتالي فإن هذه الأغلبية الشعبية تشكل رصيداً مهماً للمقاومة .. كما أكد الشيخ أنهم في حالة تواصل مستمر مع القبائل حول صنعاء «قبائل السبع» وفخوذها كأرحب وبني مطر.. وهي تمثل حاضنة جاهزة للمقاومة التي بدأت تنتشر وتستعد لدخول صنعاء.. وقال أيضاً إن مليشيات الحوثي ذاتها باتت مخترقة من جانب المقاومة بسبب ضمها لجماعات كثيرة سلحوها دون تحسب وهم لا يضمنون ولاءها عندما تحين لحظة الهجوم على صنعاء، كما أن أعيان البلاد من المشايخ وأعضاء مجلس النواب لا يزاولون صامتين في انتظار اللحظة الحاسمة من عملية «إعادة الامل».. وقد وصلت طلائع المقاومة بالفعل إلى مأرب والجوف وتوقع الشيخ أن يتقدم الزحف نحو صنعاء من جهة الشرق من مأرب والجوف وكذلك من عمران وما وماورائها في الجنوب. ٭في الأثناء، وبلأمس فقط كثف طيران التحالف ضرباته على صنعاء مستهدفاً جبل النهدين حيث مستودعات الأسلحة والذخائر ودار الرئاسة التي يدير منها الحوثيون البلاد.. كما واصل التحالف تعزيزاته لقوات المقاومة بالآليات العسكرية الثقيلة والحديثة استعداداً لاحتياج صنعاء.. بينما ضمت القوات الموالية للشرعية أربعة آلاف وثمانمائة مقاتل من عناصر المقاومة الشعبية ضمن مشروعها لتأسيس «جيش وطني» عوضاً عن الجيش القبلي والمناطقي الذي عمد صالح طوال أكثر من ثلاثين عاماً على بنائه حتى يكون درعاً لنظامه وحامياً لمفاسده. ٭نعم اليمن وصنعاء تقترب من وقت الخلاص، بعد عقود، بل قرون من معاناة الفقر والقهر والتمزق.. وبانعتاقها يكون العرب قد انشبوا أول خنجر في جسد التدخلات الأجنبية الإقليمية والدولية ، وأصبح لديهم مثال وتجربة يمكن تعميمها على بلدانهم الأخرى التي تتقلب في ويلات تلك التدخلات وما تزرعه من فتن طائفية وتمزقات سياسية وإضطرابات تضرب استقرار المنطقة تمهيداً لانفاذ مطامعهم واستراتيجياتهم الشريرة.