قال تعالى: «تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».. «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» بهاتين الآيتين ابدأ مقالي وبإيمان وتسليم تام بأن الملك هو من عند الله ولا يمنحه سواه.. أما الاجتهادات والفهلوة فليس لها مكاناً في هذا الإجراء الرباني. حقيقة ما نعني بالكتابة في هذا الموضوع هو مشروعنا الكبير كردفان.. مشروع النفير وحرصنا عليه وتمسكنا به وحمدنا الله كثيراً بأن استجاب إلى دعوادت أهلنا في كردفان في تثبيت مولانا أحمد هارون في ولايته ولاية النفير.. لأنه مهندس الفكرة «متفق عليه».. وكنا نعد الأيام والساعات لميلاد حكومة النفير وبعد عملية قيصرية وولادة متعثرة ونقل دم.. ولدت حكومة شمال كردفان ولكن للأمانة ولدت مشوهة وتحتاج في رأينا إلى بعض العمليات التجميلية. فالمواطن في شمال كردفان ذكي ولمّاح وكان يمني النفس بأن تأتي حكومته خالية من الشوائب ونقية كنقاء قلوب أهل كردفان وارتفع سقف طموحاتنا معانقاً الثريا بعد المعايير التي سمعناها من عراب الحكم الاتحادي الدكتور فيصل حسن إبراهيم في حديثه لبرنامج أحمد البلال في الواجهة «نزاهة- أمانة - كفاءة علمية»، هذا من جانب، أما الجانب الآخر هو تجربة مولانا مع قيادات حكومته، فدائماً التجويد مطلوب والتجديد سمة من سمات الحياة «كما الانسجام ليس بالضرورة». إن النفير هو برنامج انتظم كل الولاية وأصبحت الولاية تتنفس النفير وهذا هو الجوهر، فطالما هناك برنامج واضح المعالم ومؤسس ومدروس، فهذا كافٍ ليختزل فرضية التمسك بشخص بعينه، نحن نجدد شكرنا للمركز الذي وهبنا هارون ونضع بين يدي هارون ولاية تعدادها اثنان مليون وثلثمائة ليحسن اختيار بضع عشرة من فصيلة القوي الأمين ولن نرضى بغير القوي الأمين ويقننا أن الأخ الوالي كان بإمكانه أن يأخذ مزيداً من الوقت ليحسن الاختيار. وهذا لا يمنع أن هذه الحكومة بها كثير من الشرفاء الذين أبلوا بلاءً حسناً، أما الذين سقطوا سهواً أو عمداً من مقص الرقيب، فهذا لا يمنع أن نذكر بهم على أمل التنظيف، فالتفاحة الفاسدة تلوث كل السلة، فمشروع النفير الأنيق لا يحتمل التلويث ونحن بالمرصاد ننصح وننبه. فالأيام التي سبقت تشكيل الحكومة رصدنا تحركات مشبوه من ذوي الأجندة الخاصة الذين ينشدون الحكم لأنه وبقناعاتهم أنه هو الحصن الحصين الذي يحميهم فأصبحوا يستجدون اللجان الفنية وصناع القرار فيعرضون مواهبهم بلا استحياء ولا خجلو بل ويستنفرون غيرهم للتأثير في منظر مخجل يذكرنا بذوي الحاجات الذين يسألون الناس إلحافاً كل حسب حاجته «محلية لله يا محسنين»، فالمركز الذي قال إن المعيار هو الأمانة فماذا هو فاعل بعد أن ضاعت الأمانة واختفت وبالمستندات فهل عقم رحم حواء كردفان من ولادة شرفاء أمناء غير مزورين؟.. نحن كمواطنين يهمنا أمر الولاية ومن واجبنا أن ننبه المركز أولاً ونقول لهم إن معاييركم قد سقط قناعها في حكومتنا ونسأل الله أن يغفر لكم زلاتكم والفرصة أمامكم لتصححوا إن كنتم فعلاً تعون ما تقولون ونتعهد للأخ الوالي بأننا لن نتوانى في كشف كل الذين لا تعرفهم جيداً حتى لا يشوه نفيرنا وسنعريهم أمام الرأي العام وسنصعد معاركنا معهم وسنلاحقهم قضائياً رغم المتاريس والحواجز لأننا ولله الحمد نثق تماماً في نزاهة قضائنا بعون الله سنكشف كل السارقين والمختلسين والمزورين و... وغداً ستعم مشاريع النفرة بلادي عمراناً ومستشفيات ومدارس وخضرة ووعداً و تمني.. و نلتقي.