قبل أيام وصلتني رسالة من نوعية تلك الرسائل الترويجية التي تبثها الشركات التي تقدم خدماتها عبر شركات الاتصالات، الرسالة في محتواها عادية لكن أردت الوقوف عندها، يقول نصها: «عزيزي المشترك، خدمة )...) للرسائل النصية القصيرة، للاشتراك أرسل الرقم الفلاني لتتمتع بالخدمة مجاناً لشهر»، الرسالة طبعاً متكررة وهدفها دفعك للاشتراك السريع للحصول على الخدمة المجانية. الأمر أصبح متكرراً ويتبعه تساؤل آخر أكثر تكراراً وهو: «كيف لي أن ألغي هذه الخدمة؟»، فالشركات التي تتعاقد مع شركات الاتصالات لتقديم مثل هذه الخدمات تهتم بعملية الاشتراك أكثر من أي شيء آخر وتتعمد خداع المشتركين وابتزازهم عن طريق رسائل ترويجية كتقديم خدماتها النصية مجاناً في الفترات الأولى لتضمن اشتراك أكبر عدد ممكن لكن سرعان ما يكتشف الهدف الحقيقي من هذا الإيهام، لأن «الدخول في الشبكات هين لكن التأمل في الخروج»، وهنا تظهر المشكلة الحقيقية لأن خروج المشترك من باقة الرسائل النصية لن يتأتى له بسهولة ولن يتم بنفس السرعة التي اشترك بها ويتطلب اتصالاً مُرهقاً بالشركات لمعرفة كود الإلغاء. لا غبار على نوعية ومستوى وطريقة تقديم هذه الخدمات المفيدة، لكن لماذا لا تُلزم وزارة الاتصالات، أو شركات الاتصال شركاتها المتعاقدة معها لتقديم مثل هذه الخدمات بالاهتمام بتمليك المشتركين بالخدمة طريقة الإلغاء مثلما روَّجت لعملية الاشتراك عند إرسالها لرسائلها الترويجية؟ بل لماذا لا تمتلك هذه الشركات الشفافية في تعاملها مع الآخر، وتقوم بإرسال كود الإلغاء مع كل رسالة متبوعاً بعبارة «للإلغاء أرسل الرقم التالي لرقم الخدمة»؟ ألا ترون معي أن بالأمر غرابة، ويعتبر أكلاً لأموال الناس عن طريق الخداع والتمويه؟!! إن كان كذلك فنرجو من الجهات المسؤولة عن تقديم هذه الخدمات تنظيمها والتدخل لوضع الحلول