٭ «شلعوها الإنقاذ».. الاسم ينطبق على منطقة ميدان «أبوجنزير» والتي كانت نابضة بالحياة «السودانوية» بكل تفاصيلها الجميلة!! ٭ الآن أضحت «باردة» و «ساكنة» و «ساكتة ساكت» من كل ضجيج!! أما إذا سألت لماذا فعلوا ذلك؟ فإن الإجابة تأتيك «طائعة»: هولاء لا يُسألون عما يفعلون..!! إلى حين إشعار آخر..! ٭ أخشى على «المحطة الوسطى بحري» من ذات المصير.. نصبح ذات يوم ونجدها أثراً بعد عين.. وزنكي «طويل عريض» يسد المكان!! ولودر يحفر ويشق في الأرض!! أرض مين؟ ما اعرفش يابني..روح من هنا أنت وهو! ٭ في المحطة أغني مع أبوعركي «أوعدك يا ذاتي يا أجمل حبيبة» أمارس من حين لآخر رياضة التزاحم والتسكع في هذا «الكولاج» من الزحام الجميل.. كل مهرجانات الصوت والضوء القادمة من رحم التاريخ والمعاناة توجد هنا!! ٭ بعض أصدقائي «المخمليين» يمارسون رياضة المشي في شارع النيل أو الساحة الخضراء.. يشمون الهواء النقي ويخفّفون من «البدانة» قليلاً.. قلت لهم: ما أجمل المشي في المحطة الوسطى.. وما أحلى الشهيق والزفير مع «برد جوفك» واديني فول بالجبنة! ٭ كل جيراني في هذا المطعم البحراوي العريق طلبوا الفول بالزيت بدون تصليح!! وكلهم أخذوا في معيتهم كميات مهولة من الشطة ولسان الحال يلهلب «زيديني في نيرانك زيديني!» ٭ لا زال «التسكع» طفلاً يحبو.. صاحب مطعم الدجاج المجاور بدا يائساً.. والحال ليس الحال، كيلو الدواجن طار السماء ومعه الزبائن.. رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده الفول!! ٭ الدجاج خط الدفاع الأخير وبعده «القَرمَة والسَعَر».. افتحوا باب الاستيراد.. الدول تحمي المستهلك لا المنتج.. ديل ما رأسمالية وطنية!! ديل همهم «يمصوا» أموال الغلابة..!! ٭ المزارع الوطنية موجودة وباب الاستيراد فاتح والأسعار تبقى هادئة في متناول المواطن!! الآن في مطاعم قفلت!! معقول الكيلو يصل «73 و83» جنيهاً؟! أصحاب الضمائر فضلوا إغلاقها بدلاً من المغالاة في الأسعار!! ٭ «يا أخوانا ارجعوا وراء» ونظموا نفسكم.. شابة ردت على صاحبنا: انت بتتكلم عن الدجاج والليمونة بي ألف جنيه!! يعني لو بطنك «طامة» إلا «تطرش».. أنا «002» ألف جنيه بشتريها خضار.. باقي الناس يعيشوا كيف؟! تركنا شاي اللبن و «معدين» حالنا بالشاي الأحمر.. والعندو دستة اطفال إعمل شنو؟! ٭ المرأة القادمة من أقصى غرب السودان لم تغلق باب النقاش، بل فتحت باباً للتأمل في الخروج!! الحالة دي كيف بتمشي بعد ده؟! بتي خلت المدرسة.. عندها حصوة وأبوها متوفي والتكلفة «3» ملايين جنيه «للتفتيت» قالوا لي امشي الزكاة!! قالوا لي امشي الرعاية!! قالوا لي امشي المغتربين.. يا أخواني أقيل وين؟! ٭ الأصوات ترتفع متشابكة: عربي.. سوق شعبي.. الصينية.. المركزي.. كدرو كدرو.. الاستاد بالجامعة!!