عند وصولنا لقاعة الصداقة بالخرطوم والتي شهدت امس احتفال فتح مظاريف مشروعات التنمية بدارفور والذي نفذته السلطة الإقليمية لدارفور كان هناك إنتشار شرطي كثيف خارج القاعة وفي أنحائها المختلفة، كما وقفت حراسات عند المدخل الخارجي للتأكد من حمل الضيوف بطاقة دعوة ، فيما انتشرت مجموعة خارج القاعة الاحتفال لفحص الدعوات ، وعند مدخل القاعة وقفت مجموعة أخرى تقوم بفحص القادمين بأجهزة تفتيش الكترونية . كان المشهد طبيعياً بالنسبة لي وفي البال إلغاء للإحتفال الاول الذي إحتضنه فندق السلام روتانا بالخرطوم .. نجحت السلطة الإقليمية في إقامة الحفل أمس بحضور وزراء مجلس الوزراء أحمد سعد عمر ،الشباب والرياضة حيدر قالكوما، التعليم العالي سمية أبوكشوة ووزيرة الدولة بالكهرباء تابيتا بطرس æبمشاركة سفير دولة قطر بالخرطوم وممثل الجامعة العربية بالبلاد السفير صلاح حليمة بجانب ممثلي السفارة البريطانية. وتلاحظ غياب وزراء حزب التحرير والعدالة بقيادة بحر أبوقردة وكذلك منسوبي حركة دبجو، الذين كان بعضهم حضوراً في الاحتفال السابق ، كما لم يحضر رئيس مكتب سلام دارفور د.أمين حسن عمر وإناب عنه السفير عثمان ضرار معايير: كشف الأمين العام لصندوق إعمار دارفور رئيس اللجنة الفنية للمشروعات هاشم حماد ،أن المعايير التي بموجبها يتم اختيار المناطق لإقامة المشروعات استتباب الأمن والكثافة السكانية العالية، بالإضافة إلى وجود العودة الطوعية فيها، ورغبة النازحين في العودة إليها، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية فيها أكثر من 600 مشروع مراكز صحية و مدارس أساس وثانوي ومرافق أخرى تغطي 40 محلية لم تُشمل في السابق. منبهاً إلى أن 90%من ماتم إنفاذه كان تشييداً جديداً، و 10% تأهيلاً للموجود. اختيار الشركات: وأشار هاشم الي اعتماد 168 شركة منها 120 شركة تمكنت من سحب الكراسات، 111 منها سحبت وأودعت كراساتها وقال إن المشروعات التي تقدمت لها هذه الشركات 443 مشروعاً، لافتا إلى أنه من بين المشاريع الجاري تنفيذها قناة وإذاعة دارفور، وتوفير مولدات لرئاسات المحليات، فضلاً عن توريد التقاوي الذي تم خلال العام الحالي وسد الفجوة المالية لمطاري زالنجي والضعين، مؤكداً أن كل المرافق يتم تمويلها من وزارة المالية الاتحادية لمكتب سلام دارفور. وإعتبر هاشم تدافع الشركات مؤشراً على استتباب الأمن، وقال إن 36% منها قدمت للحصول على مشروعات بجنوب دارفور، و28% منها بشمال دارفور، وعددها 43 شركة، فيما تنافست على شرق دارفور 16 شركة تمثل 13%من جملتها، و 13 شركة في وسط دارفور مثلت 11%. عدم التزام: السفير عثمان ضرار اعتبر أن تدشين المرحلة الثانية من المشروعات عبور إلى مرحلة مهمة من التنمية والإعمار بدارفور ، وأكد أن الحكومة في إطار التزامها بدعم إستراتيجية التنمية في دارفور فعلت الموارد الداخلية واستقطبت الدعم الخارجى. وأشاد بحكومة قطر و دعمها المتواصل ، ونبه في الوقت ذاته إلى عدم إيفاء المجتمع الدولي بإلتزاماته تجاه تنمية دارفور، وقال إن مسيرة السلام والتنمية انطلقت بقوة وإن ذلك يمثل تحدياً للكل. دعوة للتسامح: يبدو أن الاشتباكات التي حدثت في فندق السلام روتانا، والتي أُلغي بموجبها الاحتفال السابق كانت حاضرة في الأذهان، حيث ابتدر رئيس المجلس التشريعي للسلطة الإقليمية السلطان سعد بحرالدين كلمته بضرورة التصافح و التسامح وأن يعود الجميع كما كانوا في السابق، وظروف وطننا والنازحين واللاجئين تقتضي أن نكون القدوة و النبراس لأهل دارفور والسودان. وتمني أن تكون المناسبة طريقاً لما يتمناه، وأن نتسامح وننظر لقضيتنا . الضوء الأخضر: وقال وزير مجلس الوزراء الأمير أحمد سعد عمر : (موقف الدولة الرسمي إلى جانب كل المشروعات التي تمت ومالم يتم منها) . معتبراً المشاريع التي افتتحت وشارك في افتتاحها إضافة حقيقية ، ووجه رسالة للذين تحفظوا وامتنعوا عن المشاركة بأن يعودوا ويشاركوا لأن دارفور للجميع. رئيس السلطة د.التجاني سيسي قال إن هذه المشروعات ثمرة الدعم والمؤازرة من القيادة السياسية للدولة، وإنها إذا اكتملت ستضع دارفور على منصة الانطلاق مع الولايات الأخرى، وأضاف : ( أهلنا في دارفور يستحقون كل جهد لتحقيق ما هو أكثر)، مشيداً بالرئيس البشير ودعمه المتواصل للسلطة وحكومة قطر لمساهمتها في السلام و الإعمار.