قبل عدة أيام، وتقريباً يوم الخميس الماضي، شهد المجلس التشريعي بولاية الخرطوم جلسة ساخنة تغالط الأجواء الخريفية هذه الأيام، وكانت جلسة ساخنة لأنها تناولت مواضيعاً غاية في الأهمية، أكدت أن مجلس تشريعي الخرطوم بدأ يلامس عصب القضايا المنسية، لذلك فرحنا بما سمعنا من مداولات وتساؤلات ومطالبات بإنشاء قناة فضائية سودانية خاصة بالأطفال، وبالطبع الكلام حسن وجميل، ولكن كان الأجمل منه أن يسأل سيادة العضو المؤقر عن من حكم على قناة سنابل الفضائية بالإعدام؟.. ومن نفذ الحكم ، وهي كما نعلم أنها أول قناة أطفال سودانية «الأب والأم والهوى والمزاج»، حملت شعار «سنابل فكر جديد ورؤى بقيم وموروثات أصيلة لغد أفضل لأطفالنا».. وهي حقيقة جاءت بفكر ورؤى جديدة وشخصيات كرتونية مستوحاة من البيئة السودانية وتفاصيلها الجميلة في كل شيء، ووجدت من الإحتفاء والقبول ما وجدت، وأشاعت من الفرح في النفوس ما أشاعت، ولكنها كانت مثلها وأي فرحة سودانية «نادراً ما تكتمل».. فراحت القناة بعد شهور قليلة وتجربة من النجاح كانت حديث الناس والمختصين في داخل وخارج البلاد. وقفت «سنابل» في محطة «النجاح ممنوع» ولم تراوح محطتها رغم المناشدات والرجاءات للقائمين على أمرها الذين رموا الكرة في ملعب الحكومة أو التلفزيون القومي تحديداً. أحزننا كثيراً توقف القناة وأحزننا أكثر فهم بعض المسؤولين عن الإعلام عندنا، ولا نظن أننا سنتقدم خطوة إلي الأمام ما لم تغير بعض العقول «مفاهيمها» أو تتغير تلك العقول والإطاحة بها من مواقعها، لأن من لايفقه معاني القناة الفضائية الخاصة بالأطفال ويعلم أنها تمثل مدارس وطنية، وأنها حائط صد ضد الهجمات الثقافية المرتدة والمباشرة، لا يستحق أن يجلس على كرسي المسؤولية. نحن لا نريد أن نذرف الدموع على طيبة الذكر «سنابل» ولا نريد التباكي على اللبن المسكوب، ولكنا نأمل صادقين من السادة أعضاء المجلس التشريعي بولاية الخرطوم أن يقرنوا مطالباتهم بالأسئلة المشروعة وأن يجتهدوا مع إخلاص النية في معرفة الإجابات الشافية والكافية لتساؤلاتهم، وأن لا يألوا جهداً في الضغط على المسؤولين حتى تكتمل الفرحة، ونشاهد ويشاهد معنا العالم قناة سودانية خاصة بالأطفال، ولا يهم إن كانت سنابل أو غيرها، فالمهم فضائية تلبي الرغبات وتخرج للوطن أجيالاً متشبعة بالوطنية، ويجري في عروقها حب الوطن وحب الخير وفضائل الأعمال. هل يا تري أننا حالمون وأننا نطلب «ود القمرة في ليلة 14» أم أنها أحلام مشروعة ويمكن تحقيقها.. السؤال موجه للإخوة في مجلس تشريعي الولاية، الذين نتمنى أن يحيلوه بدورهم لمن يعنيه الأمر. خلاصة الشوف: أما كان للتلفزيون القومي أن يخصص قناة للأطفال بدلاً من قناتين للنيلين، وهما من أفشل القنوات الفضائية، وما كان يمكن للتلفزيون أن يستفيد من «كنوز» مكتبته التي تحوي أقيم وأروع المواد التلفزيونية الخاصة بالأطفال؟.. قال «الترعتين».. قال: أقصد «النيلين».