٭ حتى هذه اللّحظة، لم يتزحزح الوزير الكاروري عن ثقته الكاملة في أن الشركة الروسية «سِيبريانْ» ستضع السودان في مصاف الدول العظمى المنتجة للذهب، وفي وقت قريب جداً، هو نهاية هذا العام.. و كلها 6 شهور وتزدهي شوارع الخرطوم، وتصفو سماؤها من الغبار العالق وتغازل مهاجريها للعودة إلى أحضانها .. ولم لا نحلم مع الوزير الكاروري.. إن كان قد اكتشف لنا ذهباً حقيقياً، ف «جِيدْ لينا»، وإن كانت غشّة ، مثل سابقاتها ، ف «ياما إتْغشّينا «! وفي كل الأحوال «سعيكم مشكور»، فنحن على يقين بأن بلادنا هذه غنية، لكنّها مسحورة .. هذه «الحقيقة» لن يؤمن بها هؤلاء المناشفة / البلاشفة القدامى، بأدمغتهم الستالينية، فلنؤمِّن معهم على حسن نيّة وزيرنا الكاروري الذي يسعى جاهداً إلى بث التطمينات، أملاً في رفع الروح «المعدنية» لشعب السودان حتى ضُحى الغدّ، حتى نهاية السنة، ولا بأس من ذلك فنحن لن نخسر في أحلامنا معه عندما يقول إن البعثة الجيولوجية للشركة الروسية التي وصلت إلى السودان في الأسبوع الماضي ستبدأ أعمالها الحقلية في حيز امتيازها بنهر النيل والبحر الأحمر .. لن نخسر إذا زاد المحلبية وقال بأن التوقيع على العقد المثير للجدل، والذي كان في نهاية يوليو الماضي، قد جاء تتويجاً لدراسات واستكشافات قامت بها الشركة منذ العام 2013م.. فنحن إذن اغنياء، ونمتلك بسم الله ماشاء الله أطناناً من الذهب تضاهي الإنتاج الكوني، خلال عمر البشرية الممتد منذ هبوط آدم وحواء إلى أسفل سافلين..! وهذا ما جعل وزيرنا يشدد على أهمية حدث التوقيع بقوله : «ليس من السهل أن يحضر الرئيس توقيع اتفاقيات مع شركة، إلا إذا كانت هناك آمال عراض تعقد على الشركة الموقع معها «. ٭ وأضاف الكاروري في تصريحاته قبل يومين، أن الشركة الروسية هي الآن محط أنظار الدولة والشعب، وذلك للاحتياطات الضخمة من الذهب التي كشفت عنها، داعياً مسؤولي الشركة إلى الالتزام بالتوقيتات الزمنية التي وضعتها الشركة لكل المراحل، وصولاً لمرحلة الإنتاج.. وقال الكاروري إن تلك «توقيتات حاسمة وستحاسب عليها الشركة»، وزاد: «سنكون معكم خطوة بخطوة»..هذا هو كلام الوزير .. كلام ناشِف «كفْ جَفْ»، مع قلب الجيم نوناً، وتعطيشها..! وفوق كلام الكاروري، جاء كلام المدير العام للشركة الروسية فلاديمير جوكف،الذي خرج عن صمته وشارك التهديف في المرمى، فأكد التزامهم التام بالجدول الزمني الذي قدمته الشركة لوزارة المعادن، مشيراً إلى أن الإلتزام بذلك الجدول سيكون تقديماً وليس تأخيراً، وذلك للثقة الغالية التي وضعتها رئاسة الجمهورية ووزارة المعادن في الشركة.... ٭ بينما أكد المدير العام للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية بالوزراة، د. يوسف السماني أن البعثة الجيولوجية للشركة الروسية، قد بدأت العمل الحقلي الفعلي، وأنها ستبدأ تنفيذ أعمالها الفنية والتقنية منذ الآن، فيما كشف كبير الجيولوجيين بالبعثة الروسية عن وصول المزيد من الخبراء الأجانب لإنجاز المزيد من الاكتشافات فوق أرضنا، أرض الخير والطيبة..هذا السيل من التطمينات سيتم اختباره قريباً ، وذلك حسب الجدول الزمني الذي أكد عليه الوزير الكاروري، وأكد عليه أيضاً فلاديمير، وكلّها ستة شهور ... ٭ ومع احترامنا الشديد لهذه الخبرة الروسية التنقيبية، فإن تلك الخبرة تغيب عنها معلومة هامة، و قناعة راسخة في الوجدان، تلك المعلومة هي أننا سبقنا أجهزتهم الحديثة في اكتشاف كنوز الذهب السوداني، لكنّنا فقط لم نتمكن من استخراجها، لأننا وجدنا تلك الكنوز محروسة ب «الجّان»..! فإن كانت الشركة الروسية تخشى على خبرائها وأجهزتها من « اللّحْسة»، فلتأخذها نصيحة مني : أيها المناشفة، لا تقربوا المناجِم ،إلا بعد أن تتبَخروا ببخور «التّيمان»..!