٭ كان من عادة السيدة سكينة بنت الحسين رضي الله عنها أن تستقبل عدداً من فتيات قريش في منزلها للمؤانسة في مختلف المواضيع الخاصة منها والعامة، وذات يوم أخذ عدداً منهن يتحدثن عن آبائهن وما جلبوه لهن من الهدايا أثناء رحلاتهم إلى عدد من مدن الجزيرة العربية، كانت كل منهن تتفاخر بما حمله لها والدها من الحرير واللآلئ بكافة أشكالها، ظلت سليلة البيت النبوي تنظر إليهن وهي تصغى إلى صوت الآذان وفي اللحظة التي وصل فيها المؤذن إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قالت لهن بصوت فيه الكثير من الحنان هذا أبي فاصمتن، لم تقدر أي واحدة منهن على الحديث عن التفاخر، وهل بعد اسم المصطفى عليه الصلاة والسلام حديث يقال. ٭ استغرب كثيراً أن أرى اللؤلؤة على جيد غانية، أن أرى اللص يتحدث عن فضيلة الأمانة، أن أرى الزهرة تموت عطشاً والبستاني ينام عند أطراف الحديقة، استغرب أن أرى الجميلة وقد تنازلت عن عرش جمالها لمن لا يستحق أن يكون لها خادماً تحت أقدامها، استغرب كثيراً لهذه المفارقات التي تمتلئ بها الحياة فلا أجد جواباً غير صمت يمتد إلى من يرى سكينا قاتلة فيهرع مشتاقاً إلى تقبيلها ٭ تمنيت أن تطول إقامتي بين أحضان مدينة كسلا حتى أتمكن من القيام بعملية غسل كامل لمشاعري التي علق بها ما علق من أوحال نتجت عن معارك خضتها في غربة طالت، خرجت منها بقلب لم يعد قلبي الذي أعرفه أبيض مثل حليب الأمهات، بل أصبح قلباً آخر فيه من الجراحات ما يجعله يبحث عن براءته الأولى في مدينة كسلا التي تعلمت منها الخناجر تتحول إلى لمسة من الحنية. ٭ أن تسعى إلى إنشاء دارٍ للعجزة والمسنين، فإنك لن تنل على ذلك كلمة شكر واحدة، ولكن أن تبني مدرسة لظلم الطيبين فإنك ستجد من الظالمين تاجاً من التقدير، ترى ما الذي حدث في هذه الدنيا التي أصبحت تمنح سيادة المحبة لمن هو أصغر من أن يقودها إلى كلمة طيبة، ثم تتنازل عن عرشها الموشى إلى من يحمل بين رئتيه قلباً من حجر . ٭ تفاجأ عدد من المسؤولين في مطار الخرطوم أن الفرقة الشعبية الكورية القادمة للسودان لأداء بعض من العروض التراثية للشعب الكوري على خشبة المسرح القومي بمدينة أم درمان، تفاجأوا أن الفرقة تضم بين أعضائها من الموسيقيين نائب رئيس الوزراء الكوري عازفاً على آلة (الساكس)، كان ذلك في عهد حكومة الرئيس الراحل المقيم جعفر محمد نميري، فأصابهم الذهول عن الكيفية التي يتعاملون بها في مثل هذه الظروف، خاصة وأنهم يستقبلون رجلاً يعتبر رمزاً لدولة كبرى، إلا أنه وفر عليهم ذلك حين نظروا إليه متجهاً إلى الباص ضمن زملائه من الفرقة الموسيقية ليقلهم جميعاً إلى المقر المخصص لهم في أحد فنادق الخرطوم إنه شعب يتنفس موسيقى. ٭ أثناء حوار أجرته الإذاعة السودانية مع الفنان محمد الأمين وجه له مقدم البرنامج سؤالاً عن متى سيعمل على تقديم أغنيته الجديدة (اللارنجة)، فأجاب أبو اللمين ضاحكاً بعد أن ينتهي موسم (منقة) الحلنقي في سوق إذاعتكم الموقرة، جاء ذلك أثناء قيام إذاعة السودان بتسجيل عدد من الأغاني المعبأة بالغزل في عيون الفواكه، والتي من بينها العنبة والتينة، أضف الى ذلك (قام اتعزز الليمون).