٭ حصلت أغنية (أنا بدري صحيت من نومي) على جائزة أحسن أغنية في مهرجان الطفل العربي الذي أقيم بالأردن.. الذي أدهشني أن هذه الأغنية لم يتم تقديمها بصوت طفلة سودانية بل تم تقديمها بصوت طفلة أردنية والغريب في الأمر أن التلفزيون الأردني لم يتوقف عن بثها حتى هذه اللحظة.. أما تلفزيون السودان فقد نام عنها كأنها لم تنل جائزة أحسن أغنية على مستوى الوطن العربي وأنا أوكد بأن هذه الأغنية لو فازت بها طفلة من أي دولة عربية أخرى.. لوزعوا الحلوى على جميع أطفال المدينة. ٭ كان من أوائل الفنانين الذين تعاملت معهم الفنان وسيم الابتسامة صلاح مصطفى.. كان ذلك في يوم خريفي في أوائل السبعينات.. أذكر أن اليوم كان ماطراً.. فأستجرت بشجرة ظليلة على بعد امتار من بوابة منزله بعدها جاءني الفنان الكبير فقرأت له عدداً من قصائدي فاختار منها أغنية (ماشي أمرك يا قدر) غناها صلاح بطريقة جعلت كل بيت سوداني يتمنى أن يجد من الأقدار حناناً. ٭ قال المستر أوشان الأستاذ السابق بمعهد الموسيقى والدراما أن الطالب الكوري لو حقق نجاحاً في كل المواد الدراسية.. ولم ينجح في مادة الموسيقى فإنه لن ينتقل إلى صف أعلى.. وأضاف أن كل منزل في كوريا لا توجد به آلة ل«لبيانو» يعد صاحبه مريضاً.. ثم ابتسم وهو يقول هل تعلم أن الدور الكبير الذي تلعبه الموسيقى في تأسيس وجداننا كشعب محب للجمال هو الذي جعل من بلادنا خالية من مخالب هذا العصر الجليدي.. وأن السنين قد تمر علينا دون أن نشهد شرطياً يقود متهماً إلى المحاكمة. ٭ يؤلمني أن أرى رجلاً يضع والدته في دار للعجزة والمسنين، لأن زوجته ناعسة العيون لا تريد أن تكون معها في بيت واحد.. ويؤلمني أن أرى فارساً يتم تجريده من الأوسمة على خيانة لم يرتكبها.. ويؤلمني أن أضع التفاحة على يدي وأخوان لي لا يجدون ثمناً لقطعة من خبز وكوباً من ماء بارد وشجرة ينامون تحت ظلالها. ٭ أصر عراب السينما الأمريكية «مارلون براندو» أن يقف أمام لجنة المحلفين مدافعاً عن ابنه الذي أطلق رصاصة على قلب عشيقاً لشقيقته فأراده قتيلاً بدأ (براندو) حديثه قائلاً بصوت ليس فيه توجيهات لمخرج أو متابعة لكاميرا .. بل كان صوت أب يائس يبحث عن براءة لابنه من إعدام ينتظر.. قال براندو مخاطباً لجنة المحلفين كان من المفروض أن أحاكم أنا بدلاً من ابني.. فقد هجرته بعد ولادته مباشرة ولم أره إلا الآن بعد أن أصبح منكسراً مكبلاً بالقيود كما ترونه أمامكم، ثم اختنق صوته باكياً وأخذ يردد لم يكن إبني قاتلاً بل كنت أنا من قتله . ٭ سألني أحدهم عن أغنية كتبتها ثم أسفت على كتباتها قلت له وإن حدث ذلك فإن الوالد لا يمكن أن يندم على ولادة طفلة أطلت عليه معاقة .. بل يظل يمنحها من حنانه إلى درجة لا تشعر معها بأنها تختلف عن بقية أخواتها .. أو أنها لن تجد مثلهن عريساً تزف له .. أو أطفال من حولها يلعبون .. فصمت الصديق وهو ينظر لي بحزن كأنه لا يعلم أن الحزن شيئ مني.