قرأنا في كتب التاريخ أنه كان هنالك قائد أثناء الحروب الأوربية سمي «برتشارد قلب الأسد» لما تميز به من شجاعة فائقة في إدارة الحروب. ولكني سأتحدث عن بشار الأسد الذي أجج الحرب في بلاده.. ليس حباً لها.. بل لفكرة مريضة نعاني منها كعرب وهي حب السلطة. مات العقيد القذافي خلف هذه العقلية بعد أن وصف شعبه بما وصف.. وما زال علي عبدالله صالح يحارب من أجل ذلك الكرسي الوثير الذي حبانا الله بخاصية أن من يصله عليه أن يظل فيه حتى آخر قطرة في دمائه.لست مدمناً للسياسة ولا أحب الخوض فيها.. ولكن منظر الطفلة السورية في شواطيء تركيا.. جعلني أصل لحقيقة أن بشار الأسد له قلب أسد. فور أن احتلت تلك الصورة الصحف الأوربية..هزت كل القارة الأوربية وظل بشار بقلبه وكأنه يمتثل لقول شاعرنا الجاهلي «لا تطرقوا قلبي فقلبي من حجر». اتخذت الحكومة الفرنسية والألمانية خطوات ورحبتا باللاجئين القادمين من شواطيء ليبيا.. «شواطيء ملك ملوك أفريقيا وأمير المؤمنين ومفجر النهر الصناعي العظيم».. ولم يعقدوا اجتماعات طويلة ولجاناً منبثقة للوصول إلى هذا القرار.. ففي ألمانيا انتفض الشارع بعد أن رأت عيناه صورة الطفلة السورية وقاموا برفع شعار أن ألمانيا ترحب وتكفل حقوق المواطنة لكل من يلجأ إليها.أثناء ذهابي اليوم إلى العمل سمعت أن الحكومة الآيرلندية سوف تزيد من فرص الذين يقدمون للجوء السياسي في بلادهم.. بينما كانت هنالك أصوات ضئيلة تنادي في بحث لحل ما يجعل هؤلاء أناساً لاختيار الموت أو الوصول لأوروبا وحل تلك المشكلات في بلادهم وجعلها آمنة لهم. ردود الأفعال في كل دول أوروبا متفاوتة ولكن أغلبها تستند إلى أن قلبهم لم يحتمل منظر تلك الطفلة الصغيرة في صحفهم.أما بشار الأسد فقد احتفظ بقلبه الأسد ولا أظن أن ذلك سيغير شيئاً من فكرته المريضة.. كنت أتوقع على الأقل أن يقوم بإلقاء خطبة من خطبه المنمقة المتمكنة في جذب من يستمع إليه ويقول كفانا حب سلطة ويجب أن نتدارك الأمر. ألم أقل لكم إن من يصل منا لسدة الحكم تنزل له بركات من السماء وتغلق قلبه من نوافذ الإشفاق والرحمة ويظل يقاتل ويقاتل من أجل الاحتفاظ بكرسيه. وأظن أن فناننا المبدع كمال ترباس قد وجه حديثه «إنت المهم والناس جميع ما تهمني» لبشار الأسد وللقادة العرب الذين ماتوا وراء هذه الفكرة.. بل ويقاتلون من أجل إعادة ذلك الكرسي المفقود.