عبد العزيز بركة ساكن زميل دراسة جامعية، وكانت تجمعنا المنتديات الثقافية والشعرية، ومنذ تلك الفترة كانت له محاولاته في الكتابة. لم التقِ به بعد انتهاء الفترة الجامعية، ولكنني كنت أتابع أخباره عن طريق صديق لي وله، وكيف أنه أصبح علماً في رأسه نار الى درجة أن السويديين رحبوا به في بلادهم ويقومون بترجمة كتبه. في الدار السودانية للأطباء السودانيين بدبلن وجدت كتابه، (الجنقو مسامير الأرض)، والذي قال فيه إنه أخذ أربع سنين لتأليفه. قمت بتصفح سريع لأرى ما إذا كان فعلاً يستحق أن يوصف بأنه أحد الكتاب السودانيين الذين لا يمكن أن تمر على اسمهم دون الوقوف تحية له. ما خرجت منه في اطلالتي القصيرة في كتابه أنه من نوع الكتاب الذي يمكن أن يكتبه اي ناشيء في ثلاثة شهور، فيه محاولة لتقليد الرواد من الكتاب المصريين والسودانيين، وسقط في بركة استعمال الجنس ترويجاً لأفكاره، ولكنه استعمال غير موظف. إذاً ما الذي جعل عبدالعزيز بركة ساكن بهذه الشهرة وكتاباته كأدب يصنف ضمن محاولة من محاولات المبتدئين. أعزائي، أنها المتاجرة بقضية وجعلها محوراً لرواياته وحياته.. كان عبد العزيز بركة ساكن منذ أيام الجامعة يعزف في معزوفة أن إنسان دارفور مضطهد، وأن السودانيين يعتبرونهم مواطنين من الدرجة الرابعة، وكانت هذه الفكرة تنفر منه حتى أبناء جلدته من دارفور. وبعد عودته للسودان وجد تربة خصبة لما يدور في رأسه من أفكار مسمومة متمثلة في قضية دارفور التي طفت على السطح كقضية تشغل الرأي العالمي. ومثلما انتشر أبناء دارفور في بقاع الأرض مستغلين هذه المشكلة واحتضنتهم كل الدول التي لجأوا إليها وانصهروا في مجتمعاتهم الجديدة، وللأسف نسوا ما يجري في دارفور الآن إذ أنها قضية لا تهمهم الآن. عبدالعزيز بركة ساكن بذكائه الذي عرف به وبعنصريته الراسخة في تجاويف نخاعه استطاع أن يستغل دارفور، ويجعله محور كتاباته.. وقد تقولون إني أظلمه إذ أنني لم اقرأ له، ولكن كانت بيننا مناقشات وأعرف كيف يفكر دون أن أظلمه. من يتاجر بقضية للحصول على شهرة أو وضع أفضل وحياة أفضل سيقع في بركة عبدالعزيز بركة ساكن، وأن احتضنه السويديون وهي الدفاع عن قضية مختلقة لا يؤمن بها من الأساس. وتحياتي لساكن أينما هو ساكن الآن وجلوسنا في المطارحات الشعرية سيخفف من حدتي عليه.