الشعب السوداني ليس بشعب جديد على الهجرة، ولكن اتجاهاتنا للهجرة تغيرت بحكم تعرفهم على أشياء جديدة ومفاهيم أخرى في الحياة. منذ تلك الفترة التي كنا نقوم فيها بكسو الكعبة كانت الدولة الوحيدة التي هاجر اليها السودانيون بعدد كبير هي المملكة العربية السعودية. في تلك الفترة ترك السودانيون أثراً طيباً ما زال راسخاً في أذهان السعوديين، ومع تعرفهم على السودانيين الذين توافدوا بعد أن أصبحت المملكة من إحدى الدول الثرية في العالم بفضل دعوة ابراهيم وإقدام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسخ لديهم فكرة طيبة عن السودانيين، وهي تلك الصفات التي كانت موجودة فينا في السودان، ولكنني سأتحدث عن انطباع الأوربيين عن السودانيين، وخاصة الايرلنديين، ولكن المحزن في هذا الانطباع مهما كانت جودته هو انطباع عن قطاع وطبقة راقية من المجتمع السوداني وهو قطاع الأطباء. فهم يعتقدون أن السودانيين شعب متعلم واسع المدارك، ملم بما يجري في كل العالم ويحترم الآخرين وليست لهم خاصية طأطأة رؤوسهم للآخرين. وفي المقابل يقولون إن السودانيين عندهم (داء) نسميه نحن بالتنظير مما يجعلهم لا يعتمد عليهم لتولي مهام كبيرة. ويقولون إنهم شعب يرفعون راية الشك في كل مايقولونه له، وهي بلغتنا (عليك الله روح ما بصدق ليك الكلام دة) ويقولون إن هذا دليل على أنه شعب مدمن للكذب. إذا فكرت في حديثهم وطبقته بما يحدث في السودان ستجدونه صحيحاً. أما إذا رجعنا لأرض هجرتنا الأولى أرض النبوة، فستجدون أن كل ما كان جميلاً في أذهانهم قد تلاشى وأصبحت فكرتهم تتراجع عنا، خاصة بعد قبولنا بمبدأ السودانيات الخادمات، بل وأكثر من ذلك ما يسمعونه بما يحدث في استوديوهات دبي، والذي لا أعرفه بالتأكيد وعلينا أن نسأل ندى القلعة (في شنو في دبي). في الفترة الأخيرة أصبحت متأكداً من صحة كل النظريات التي تقال عنا، ويا ريت نبطل حكاية (شيل لي معاك دة) بس دواء ضروري لقريبتي العيانة ويفاجئك في آخر لحظة من سفرك بدوائه الذي ما هو إلا عبارة عن أحذية ومستحضرات تجميل، وملابس داخلية وهلم جرا.. وأن الدواء الوحيد في هذا هو كريم تفتيح بشرة.