٭وقفت امرأة من قبيلة البطانة في يوم ماطر أمام الشاعر الكبير الحاردلو لتطلب منه أن يكتب أبيات من الشعر في طفلتها ذات الخمس أعوام وذلك بعد أن لاحظت أن طفلتها لم تولد بعينين واسعتين.. وأن ذلك قد يجعل فرسان البطانة لا يرغبون في الإرتباط بها ، علم الحاردلو بأصل الحكاية فسألها عن اسم طفلتها فأجابته أن اسمها (شتن) فكتب لها بيتين من الشعر جعلت من فرسان البطانة ينتظرونها متي تكبر فينعمون بجمال كتب فيه الحاردلو شعراً. ٭ كان أول من إكتشف فكرة العلاج عن طريق الموسيقى هو الدكتور الراحل التيجاني الماحي، ولكن عدد من أطباء الطب النفسي البريطانيين أخذوا هذه الفكرة ونسبوها إلي طبيب بريطاني من أصحاب الدماء الزرقاء، كما أن نظرية المربع (العسكرية) التي صنعها أسد الشرق عثمان دقنة مخترقاً بها جحافل الجيوش البريطانية في أيام المهدية نسبت إلى قائد إنجليزي أعتقد أنه لم يشهد هذه الحرب ولم يعلم عنها، إنهم يسرقون تاريخ أبطالنا ونحن صامتون، ليتهم يعلمون أن الزلازل تبدأ بإرتعاشة وأن العواصف كانت في الأصل نسمة. ٭ قالت لنفسها ليت الذين يسبونني بكلمات تجرح الصخر، ليتهم يعلمون أن أخي الصغير يذهب الي المدرسة كل صباح دون إفطار وأن أختي الصغيرة ظلت تلبس قميصها القديم لمدة تزيد عن الشهر، وأن والدتي المريضة ليس لديها ما يؤمن لها حبة من الأسبرين ، ليتهم يعلمون أنني طرقت كل أبواب المؤسسات الخاصة والعامة، لم أترك جهة إلا قصدتها وأبوابها مغلقة أمامي، لكم كرهت نفسي وأنا أضع أيامي على موائد الذباب، في انتظار رحمة تنجيني من عذاب يوم عظيم . ٭ عرف عن إحدى القبائل في شرق السودان أن الفتيات فيها يكتمن حبهن إلي درجة تجعلهن يتحرقن شوقاً إلي من يحبون دون أن يفصحن عن ذلك، وأعتقد أن حالة نادرة الحدوث بين المحبين منذ أن ألهب الشوق قلب ليلى وذهب بعقل قيس، أين عشاق هذا الزمان الجليدي من هذا العشق الصامت النبيل، لقد ترمل زمان كان جميلاً تحول إلى خيوط من ظلال تتوزع بين الأقمار الصناعية في غرف معروشة بالأكاذيب، هؤلاء هم الذين يقطعون التفاحة من غضنها ثم يرمون بقاياها إلي خارج البستان. ٭ امتنع الموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله أن يعزف نغماً بعد رحيل أليف أيامه عبد العزيز داؤود وقال إن أصابعه لم تعد تهوى مداعبة الأوتار أو مناجاتها، واضاف أن الأضواء بعد (عزيز) لم تعد أضواءً وأن الاسماء لم تعد اسماءً وأن المسارح بعده أصبحت بطعم الرماد، حاول معه الكثيرون أن يعود إلى أيامه مع (صبابة) و(عذارى الحي) وزرعوك في قلبي إلا أن محاولاتهم ذهبت أدراج الرياح.