٭ ظروف قاهرة منعتني من حضور الاحتفالية التي أقامتها ملحقية الدفاع بالسفارة المصرية مساء أمس الأول بالخرطوم احتفالاً بذكرى (6) أكتوبر. ٭ كرت الدعوة وصلني قبل أسبوع وتولته «السكرتيرة» ضمن «البرمجة» البعيدة «للمناسبات» والتي تمتد احيانا لاسبوعين. ٭ أمس تذكرت المناسبة وأنا ادخل الخرطوم قادماً من النيل الأبيض وكانت السكرتيرة غائبة فاتصلت بالأخ والأستاذ صديقنا «عبد الرحمن ناصف» رئيس المكتب الإعلامي بالسفارة.. قلت له: الاحتفال اليوم أم غداً؟ فضحك ناصف وعلى الطريقة المصرية قال لي: فين أنت...؟ الاحتفال كان أمس يا (عمي)! فضحكت أنا أيضاً على «الدربكة» طالباً نقل اعتذاري للإخوة في السفارة.. فإن فاتنا شرف الحضور فلن يفوتنا شرف المشاركة في إحياء الذكرى (24) لأروع ملحمة عربية في التاريخ العسكري الحديث! ٭ قبل فترة تقارب نصف قرن من الزمان كانت «إسرائيل» في قمة «غطرستها» واستهتارها بالعرب بعد نكسة «7691م».. ولكن الجيش المصري في مثل هذا اليوم قبل (24) عاماً تمكن من «عبور» قناة السويس واقتحام «خط بارليف» الحصين وخلال (6) ساعات فقط تم تماماً تدمير دفاعات العدو الحصينة. ٭ وفي الجبهة «السورية» الأخرى كان الجيش العربي السوري يسجل ملحمة بطولية عربية أخرى عندما اقتحم كمائن العدو انطلاقاً من هضبة «الجولان» ليسجل صورة من صور البطولة العربية الزاهية والتي وجدت مكانها بسهولة في سجلات التاريخ الخالد. ٭ في ذلك الزمان الزاهي كان «العرب» أكثر اتحاداً ومنعة وتعاوناً منهم اليوم.. حيث وجدت تلك الجيوش مساندة ودعماً من كل الأشقاء العرب. ٭ ولا ننسى جيشنا السوداني الذي كان له القدح المعلى في إسناد الأشقاء في مصر.. وكنا نسمع ونحن صغار داخل الأسرة إن «سلمان» عمي شقيق أبي ضمن الجنود السودانيين الذين ذهبوا لمساندة الجيش المصري في سيناء. ٭ نعم الذكرى ترياق للنسيان ولحظة للوقوف عند الحدث والتأمل لأخذ العبر والدروس.. وأهم درس آن ذلك الانتصار الخالد تحقق ب«الإعداد» و«التخطيط» وبسالة الأداء وقوة التنفيذ مع إيمان وتفاني وتضحية، وبإخلاص في حب الوطن.. ويقابل ذلك «إسناد معنوي» من الشعب المصري والشعوب العربية.. وشهدت تلك الفترة أروع القصائد والأناشيد والمقالات والأغاني التي خلدت ملحمة العبور. ٭ تمر الذكرى والحال ليست هي الحال والأمة العربية في أشد الحاجة لاستلهام مثل هذه القيم والدروس التي نتمنى أن تعود يوماً! ٭ عقارب الساعة لا تعود للوراء، ولكننا في هذه الحالة من «التوهان» العربي سنظل نحلم بأن تعود أمتنا العربية قوية موحدة في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء والكيانات القوية الموحدة! ٭ تحية للجيش المصري الذي لازال يواصل دوره في حراسة «أم الدنيا» والأمن العربي «القومي» بذات العزيمة والإصرار حفاظاً على «الدولة» المصرية والشعب المصري العزيز شقيقنا في ربوع وادي النيل!