المرأة السودانية العاملة تواجهها الكثير من المتاعب.. من ساعة خروجها من منزلها وحتى وصولها إلى مكان عملها.. فإن كانت تعتلي عربة فستجد المتاعب والمضايقات من أصحاب العربات الأخرى، أو من رجل المرور، ومن الزحمة التي قد توجد في بعض الأحيان.. أما التي تذهب بالمواصلات فهذا هو الأصعب عليها.. و لكن الأصعب على المرأة حينما تجد هذه المضايقات من الرجل الذي من المفترض أن يكون شريكها منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها.. الرجل الذي خلقت من ضلعه.. وعليه حمايتها.. فكيف بالله عليكم يكون هو سبب مضايقاتها... خروج المرأة للعمل ما كان إلا لمساعدته ورفع المعاناة عنه أو عن أهلها.. إذا هي ضغوطات الحياة التي أفزعتها وأقلقتها لكي تخرج من مملكتها التي تعيش فيها محترمةً ومعززةً مكرمة لتخرج إلى الشارع الذي لا يرحم.. مضايقات الرجل تتمثل في الكثير فقد تجد المرأة من يضايقها في المواصلات العامة.. حينما تجلس بجوار أحد الرجال من حظها السيئ أن يكون هذا الرجل من عديمي الأخلاق والتربية فيكون شغله الشغال كيفية النَّيل من هذه المرأة بالحركات المزعجة والفاضحة التي تنم على عدم احترامه لنفسه وللمجتمع.. فكان من المفترض أن يضع في ذهنه أن تلك التي تجلس بجواره هي أخته أو زوجته ولكن ماذا نفعل مع النفوس المريضة.. لم تسلم المرأة من مضايقات الرجل حتى في هذا الشهر الكريم.. حكت زميلة لنا وهي مكفهرة الوجه ومستغربة من الذي حدث معها في إحدى المركبات العامة من أحد الرجال وأشَّد استغرابها بأن الوقت هو شهر رمضان المعظم الذي تصفى فيه النفوس وتعلو لتصل درجةً عاليةً من الإيمان.. الشهر الذي يذكر فيه القرآن.. كيف سمحت له نفسه أن يفعل هذا الفعل المشين.. قلنا لها أكيد بأنه ليس من الصائمين وأكيد هو من المرضى والمعاقين نفسياً.. ولم تتوقف المضايقات التي تجدها المرأة من الرجل، فنجد أن هناك بعض اللصوص الذين يستكثرون عليها (شنطتها) التي تحملها ولا يراعون أن هذه الشنطة قد يكون فيها مصاريفها التي لا تملك غيرها أو مصاريف أهلها وهم في أشد الحاجة إليها.. أي تلك المصاريف- فقد تكون مصاريف علاج لأحد أفراد أسرتها .. هذا هو الرجل الذي خرجت المرأة من مملكتها لمساعدته لم يرحمها..