٭ ملفات سياسيه عديدة شائكة طفقت أوراقها في التبعثر في طريق إنهاء القطيعة السياسية بين الوطني والأمة ومياه كثيرة من الملاطفة والتوادد عبرت جسر الوطني الي ضفة الأمة القومي، والغزل السياسي الذي حاكه الإمام الصادق المهدي حيال الرئيس البشير في خطبته العصماء بعيد الأضحي المبارك من مقر إقامته بالقاهرة والتباين لردود الأفعال في الوطني حيال التغيرات التي طرأت على موقف المهدي من المخاشنة إلى المهادنة فسره سياسيون بأن سره يكمن في نجله العميد عبد الرحمن بصفته مساعداً للرئيس . ٭ترميم العلاقات مراقبون سياسيون يرون بأن وجود نجل الخصم كمساعد للحكم من شانه أن يدفع جبل الجليد الجاثم في طريق تحسين العلاقات السياسية بين رئيس الحكومة وزعيم الأمه القومي المعارض لاعتبارات تتمثل في أن قربه من مطابخ صنع القرار السياسي تجعله الأنجح من غيره في إحداث اختراق سياسي من شأنه أن يعيد حبل التواصل مرة أخرى بين والده ومؤسسة الرئاسة، خاصة وأن هنالك بعض الأصوات في الوطني ارتفعت عالياً في ضرورة عودة المهدي من منفاه الاختياري بالقاهرة إلى الخرطوم في أسرع وقت ممكن.. ما يعجل بخطوات اللحاق بالحوار الوطني ٭مهندس الاتفاقيات وأفلح عبد الرحمن من ترتيبه للعديد من اللقاءات السياسية بين الأمة والحكومة تحت طاولة تقريب وجهات النظر حول القضايا السياسية التي كانت محل خلاف رغم انقطاع صفته السياسية بالأمة القومي منذ تعيينه في منصب مساعد الرئيس قبل ثلاثة أعوام وأبرز الاتفاقيات التي قام بهندستها هي اتفاقية جيبوتي التي وقعت بين المهدي والبشير في نهاية العام 1999 التي أفضت إلى عودة الأول إلى البلاد وتسريحه لجيشه إثر خروجه عبر عملية تفلحون . ويبدو أن مؤسسه الرئاسة قد التقطت القفاز في إدراكها لأن سر الأب يكمن في الابن لتدفع بعبد الرحمن قبيل عيد الأضحي إلى ملاقاة أبيه والتشاور معه في أمر الملفات السياسية العالقة بين الأمة والوطني ولأهمية الحدث .. فقد دفعت الرئاسة في اليومين الماضيين بتعزيزات سياسية في خطوات للتعجيل بإشراك المهدي ضمن عملية الحوار الوطني بارسال مساعدي الرئيس إبراهيم محمود حامد و عبد الرحمن المهدي إلى القاهرة لدفع الجهود نحو تحريك المهدي إلى بوابة الحوار الوطني.. والسؤال الذي يترك الإجابة مواربة هل تفلح جهود عبد الرحمن في إقناع والده بالعودة الي البلاد وإن لم يكن ضمن الحوار؟ ٭تقاسم ادوار القيادي بالوطني ربيع عبد العاطي يرى في حديثه ل (آخر لحظة) بان هنالك درجة من الرضى يحظي بها عبد الرحمن من قبل والده، وذات الرضى هو ما جعله يكون في منصب مساعد الرئيس ..وفي ذات السياق يرى القيادي بالشعبي أبو بكر عبد الرازق بأن هنالك اتفاقاً سرياً بين المهدي ونجله في تقاسم الأدوار السياسية مابين الحكومة والمعارضة، بينما اتفق المحلل السياسي حسن الساعوري مع عبد الرازق فيما رمى إليه من أحاديث بالقول بأن آل المهدي سعوا إلى تشتيت جهود أبنائهم السياسية وتوزيعها مابين الحكومة والمعارضة.. وهي نظرية عدم وضع البيض كله في سلة واحدة .. ويبدو أن وتيرة الاحداث السياسية المتلاحقة قد تدفع بجهود عبد الرحمن في اتجاه إقناع والده بالعودة الي الخرطوم إن لم تات سحابة صيف ماطرة وتبلل كافة هذه الجهود وإرجاع الأمر إلى المربع الأول ..