ما كنت من السابقين في معرفة الأخ صلاح ولكن قيض الله لي أن أعمل معه في قطاع الطلاب لمدة زادت عن العامين، عرفت فيها صلاح عن قرب ، لقد كانت سيماء الصالحين علامة تظلل تلكم الروح الكبيرة ، وأي صلاح أعظم من سلوك ايماني عميق يتمظهر في كل تفاصيل فعله اليومي ، ذلك اليوم الذي يبدأ باكرا بقرآن الفجر وخشوع الصلوات ويمتد حتي يقترن باليوم الآخر سعيا وجهادا ما شكي منه الجسد ولا وهنت فيه العزيمة ، ظل الرجل مشدودا الي الأحلام الكبري صدقا وتقوي ، وعاش حياته للوطن والدين والنَّاس ، ينجز تكاليفه بهمة وسرعة كأنه يسابق أيامه القلائل في هذه الفانية ،تلقاه في كل حين باسما يردد حديث المصطفي (ما ضعف بدن عن عمل قويت عليه النية ) وهو حديث تتناقله القيادات الوسيطة في الحركة الاسلامية تربط به آمالها الكبار نحو الثريا وهي تتمثل قول المتنبئ ( إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام ) وهكذا كان صلاح قويا في الحق لا يجامل فيه دقيقا في إنجاز عمله لا يؤخر عمل اليوم الي الغد ، ولعميق إنشغاله بالهم العام لم يجد صلاح وقتا للمجالس والأنس ولكنه تفرغ تماما لما ينفع الأمة في دنياه ، وما ينفعه هو في آخرته .. وطوال معرفتي به لم أسمع سيرة غائب في لسانه إلا بخير ، حافظا لوداد أخوانه ومتواصلا معهم في السراء والضراء ، يقطع المسافات الطوال ويصبر للسهر والسفر في سبيل زيارة أخ أو مواساة صديق ... ومع الجدية الشديدة التي طبعت شخصيته إلا أنه كان هينا لينا مع اخوانه ، يعاتب بمحبة ويحاسب بمودة ظاهرة ، يختار قصة او حكاية او حتي نكتة مدخلا للنصيحة والتوجيه ، فتخرج منه وانت عاتب نفسك معترف بتقصيرك ومصمم علي التجويد وانجاز التكاليف بالدقة المطلوبة . وبمثل ذلك الأسلوب التربوي القويم أصبح رمزا لجيل الشباب في الحركة الاسلامية دون ان يطلب سيادة او زعامة ... اللهم إن عبدك صلاح قد جاءك وهو فقير إليك وغني بمحبة الناس ، فا اللهم بقدر محبتنا له وحسن ظننا فيه ودعاء اخوانه له اللهم تقبله عندك في أعلي الجنان ... وزير الدولة بالاعلام