٭ التحية بيضاء نبعثها لشرطة أمن المجتمع وهم يلقون القبض على فنان قام بترديد أغنية هابطة في حفل تخريج جامعي، رحت أسأل نفسي تمنيت لو أن ذلك الأمير الأموي الذي أمر بدفن الشاعر العربي وضاح اليمن حياً بعد أن قام بكتابة قصيدة سوداء، تمنيت لو أنه خرج علينا الآن ليسمع ما نسمعه من أغنيات مصابة بالطاعون، أنا على يقين تام بأنه سيأمر بإقامة مقابر جماعية لكل شعراء الغناء الهابط. ٭ أثناء محاضرة ألقاها د. عبد الله الطيب تناول فيها عدداً من السلبيات الناتجة عن الزواج من أجنبيات، وكيف أن أطفالاً أبرياء سيكونون عرضة لضياع مؤكد، خاصة إذا كان هناك انفصال بين الوالدين، وفجأة باغته أحد الطلاب قائلاً : «ولكنك يا دكتور متزوج من أجنبية فكيف نفهم هذا؟».. فنظر إليه مبتسماً وقال ألم تسمع يا ابني بتلك المغنية التي تقول «الريد قسم يا عينيه». ٭ أخذ يتأمل سيفه مسنوناً ويطمئن على درعه سالماً وهو يفكر في أخذ ثأر قديم كان بينه وبين عنترة بن شداد، حين اشتد وطيس المعركة بين قبيلة هذا الرجل وقبيلة بني عبس، نظر إلى عنترة يتصدر الصفوف الأمامية دون تردد بالرغم من أنه كان قد وصل إلى أرذل العمر، فهجم عليه الرجل بطعنة مات بعدها فارس العرب إلا أن فرحة قاتله لم تتم، بل إنه أصبح منبوذاً من كل قبائل الجزيرة العربية، شرقها وغربها، وذلك لأنه قتل شيخاً كان يحارب وهو شبه أعمى. ٭ بعد أن ألمح الكاتب البوليسي المعروف كونان دويل أنه يفكر جاداً في الاستغناء عن المحقق البوليسي الشهير «هولمز» واستبداله ببطل آخر، خرجت الجماهير المحبة لهذا المحقق البوليسي الذي صنعه الكاتب من خياله فقط، خرجت وهي تهدده بأنه سيلقي هلاكاً في حالة قيامه بهذا الفعل، عندها أحس كونان بأنهم ربما يقومون بإحراقه حياً كما يقولون فخشى على نفسه ثم خرج عليهم مؤكداً أنه لن يستبدل «هولمز» ببطل آخر لرواياته، وأخذ يلعن اليوم الذي جعله يفكر في صنع شخصية من خياله اسمها «هولمز» ٭ قال لي لقد كتبت شعراً تغنى به جميع العمالقة من الفنانين إلا فنان واحد، قلت له أنا أعلم أنك تقصد الفنان الراحل عثمان حسين والذي أعلمه عن هذا العملاق هو أنه لم يكن يميل كثيراً إلى الغناء لشاعر غير بازرعة ولا أخفي عليك أنني تمنيت دائماً أن يغني لي صاحب «الوكر المهجور» إلا أنني كنت أخشى من الدخول في منافسة مع قيصر الأغنية السودانية، حيث أنني كنت أعلم جيداً أن بازرعة يملك من الإبداع الجمالي ما يجعله شامة على خد القمر.