أشرف سيد أحمد حسين علي الكرار، اشتهر ب «الكاردينال» وتعني بالإنجليزية طائراً يجمع بين قوة الجسم وجمال الصوت، وبالفرنسية رتبة عالية في الجيش، وفي الفاتيكان تعني مساعد البابا. كان والده شرطياً عظيماً، تدرج في الرتب حتى وصل لرتبة اللواء، وسبق له أن تقلد منصب مدير عام الشرطة السودانية، وكان الطفل أشرف يحلم بدخول كلية الشرطة، ولكن شيئاً في نفس والده حال دون ذلك، ليصبح الفتى من التجار الذين يشار إليهم بالشطارة والكسب الحلال، قبل أن تتفتق مواهبه الشعرية ويتغنى له ترباس، ويتمدد رياضياً ويعتلي رئاسة الهلال. ٭ ود اللواء مع شروق شمس الأول من أبريل 1963، أطلق أشرف الكاردينال صرخته الأولى في عالم الحياة كطفل مدلل، في فمه ملعقة من ذهب، وظل ينعم بطفولة سعيدة، طاف فيها معظم مدن السودان، كيف لا فهو «ود اللواء»، ومن «الأطفال الوارثين أولاد العمد» فجده ترك لهم أراضٍ زراعية شاسعة بالولاية الشمالية، وأكثر من خمس آلاف نخلة، وهذا العيش الرغد، جعل تفكيره متجهاً للتجارة وحب الهلال وكتابة الشعر منذ نعومة أظافره. ٭ نقطة الانطلاق عودة أشرف الكاردينال من العاصمة البريطانية لندن التي هاجر إليها في بداية ثمانينيات القرن العشرين، تزامنت تقاعد والده، وشكلت نقطة بدايته الحقيقية في عالم المال والاقتصاد، فكان الساعد الأيمن لوالده، وعمل في شركات «الهميم» مستفيداً من «توكيل بواخر» تعمل على شاطيء البحر الأحمر، كوَّن أشرف في بواكير شبابه، علاقات جيدة مع عددٍ من أمراء الخليج، عاشقي السياحة والصيد والغزلان، هذه العلاقات أثمرت تعاوناً وشراكة استيراد وتصدير للخشب والحديد، ارتفعت أرصدة الكاردينال الابن وطموحاته، فانفصل عن والده تجارياً، وتحالف مع تجار ألمان، وكوَّن شركته الخاصة في بيع وشراء وتأهيل المزارع والأراضي والبنيان. فالأراضي هي التي جعلت من الكاردينال مليارديراً يرنو دائماً للمزيد، قبل أن يتعاقد مع دولة الجنوب وينشأ لهم مدناً ضخمة، ويفتح بلاد الحبشة وينهض بخدماتها مستثمراً في كبرى المدن الأثيوبية. ٭ شاعر مجيد حكاية الكاردينال مع الشعر سمع بها القاصي والداني خاصة الذين يحبون تطريز الرسائل لمحبوباتهم بشيء من الشعر الشفيف، فكانت أغنية «زول بريدك زي مافي» وصارت ملاذ العاشقين، فقد كتبها الكاردينال وغناها الفنان الكبير كمال ترباس وهنالك من نسبها إلى الشاعر الدكتور علي الكوباني، بل ذهب الكثيرون إلى أن قصائد الكاردينال من تأليف الكوباني، أشرف نفسه سمع بهذا الحديث ودافع عنه باستماتة، واعتبره عدم تقدير، مؤكداً متانة علاقته مع الكوباني. يوقن الشاعر أشرف سيد أحمد الكادينال، بأنه شاعر مجيد، مؤكداً على ذلك بوصول أغنياته للناس، ورفده للمكتبة السودانية بديوان شعر ضخم اسمه «ضحكة الباكي» جمعه في العام 2000م، يضم بين غلافيه مجموعة من القصائد العاطفية والوطنية والأغاني جاهزة التلحين، وأخريات نصر فيهن قضية العرب الأولى فلسطين. ٭ رئيس الهلال علاقة أشرف الكاردينال مع الرياضة لم تكن وليدة اللحظة، ظل يدعم المنتخبات الوطنية ويفتح المدرجات الشعبية للجماهير، خدم الهلال وقدم له دعماً سخياً، كان يخطط لخدمة الهلال بصورة مباشرة ورسمية ولكنه رفض أن يكون مجرد عضو في مجلس ليس له فيه قرار أو صيت، فصبر حتى ظفر وخاض الانتخابات مرتين، الأولى خسر أمام البرير في 2011، ولكن في يونيو 2014 وصل إلى رئاسة نادي الهلال على حساب السيد صلاح إدريس الأرباب، وبدأ رحلة الأحلام في البيت الأزرق، فبشر الناس بفريق البطولات وتحويل إستاد الهلال «مقبرة الأبطال»، إلى «جوهرة زرقاء» يسير العمل فيها الآن فيما لم يبلغ فريق البطولات الذي وعد به كماله حتى الآن، في الوقت الذي يرى فيه المتابعون أن قرار سحب الهلال من كل المنافسات التي ينظمها الاتحاد السوداني لكرة القدم، واحد من أقوى وأخطر القرارات رغم العقوبات المترتبة عليه ولكن الكاردينال لا يرى في ذلك خطراً إذا كان ذلك طريقاً لسيادة القانون والحكم بعدل بين جميع الأندية، ويبقى الكادينال المحب للهلال والشعر مثراً للجدل.