كانت أخبار المخدرات في السابق والتي تنشرها الصحف.. لا تتجاوز مهما كبر حجمها.. عدة جوالات يبرع أفراد مكافحة المخدرات في ضبطها بوعيهم ويقظتهم البارعة في ضبطها رصداً ومتابعة رغم قلة الإمكانات المتوفرة لهم.. لكنهم يتحدون الصعاب والظروف والإمكانات إيماناً برسالتهم وإصرارهم على أداء واجبهم خدمة لمجتمعهم وحمايته من الأشرار ووسائلهم وأهدافهم الرخيصة من أجل الثراء الفاحش وتدمير قيم المجتمع ومكوناته الإنسانية. الآن نحن أمام واقع جديد يريد أن يفرض نفسه من خلال مافيا المخدرات.. واقع خطير يتمثل في غزو البلاد بأخطر أنواع المخدرات وأكثرها قدرة على التدمير وتحويل إنسان هذا الوطن إلى إنسان دون قيم.. . ويتمثل هذا الواقع في الحاويات المحملة بالمخدرات التي يتم ضبطها في ميناء بورتسودان.. فبعد حاوية المخدرات الأولى قبل عدة أشهر.. ها هي السلطات المختصة تضبط خلال أسبوعين فقط حاويتي مخدرات.. الثانية قبل عدة أيام وعلى متنها مليونا قرص مخدر.. لنا أن نتصور لا قدرالله إذا دخلت ملايين الذين سيستهلكونها والآثار المترتبة عليهم وعلى المجتمع.. والترويج يتركز وسط الشباب خاصة في الجامعات واستغلال ظروف هؤلاء الشباب المادية وتحويلهم إلى مستهلكين ومروجين معاً.. كما لا تفوتنا الإشارة إلى أن هناك تركيزاً من هذه المافيا على الفتيات بتحويلهن إلى مدمنات ومن بعد ذلك ابتزازهن ليبدأ سقوطهن الواسع المرير ولتتفشى بعد ذلك ظواهر الانحراف. إن الأمر جد خطير وليس المطلوب منا أولاً أن نشغل أنفسنا بورش عمل عن المخدرات ومخاطرها والندوات والمنتديات.. الخ.. هذا مطلوب لكن ليس أولاً.. المطلوب أولاً هو توفير كافة الإمكانات وأحدثها لإدارة مكافحة المخدرات بالشرطة حتى تكون على قدر التحديات.. نعم هي الآن على قدر التحدي لكن بإمكانات غير متكاملة ورغم ذلك يتحدون أنفسهم بحماس وإصرار ويحققون من الإنجازات ما يستحق التقدير والاحترام والتحفيز أيضاً.. كما أن الجهات المسؤولة مطلوب منها توفير كل الإمكانات وأحدثها للجهات المختصة بميناء بورتسودان حتى تكون حائط الصد المنيع في وجه مافيا المخدرات التي لن تتوقف محاولاتها في المزيد من الحاويات المعبأة بالضياع والموت البطيء لإنسان هذا الوطن ولوطنه أيضاً.. كما أن هناك دوراً آخر لمنظمات المجتمع المدني ولمثقفيه وشعرائه وفنانيه ورموزه الاجتماعية بتبني أمسيات من خلال أندية الأحياء ويتم ذلك بالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات.. كما أنه يجب علينا التحرك فوراً دون إبطاء قبل أن يغرقنا الطوفان وساعتها لن يفيد الندم. وقبل الختام أسأل.. هل تم تحفيز من قاموا بضبط حاوية المليوني قرص مخدر؟.. دون شك هم يستحقون التحفيز. ٭ سوسنة راميني كيفك يا وطن كافييين وشاي