يبدوأن مشاغل الحياة ومشاكلها أخذتنا عن اهتمامنا بأمور ديننا، وأنستنا أن الله تعالى قال في معنى الآية وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون.. فقد أصبحنا لا نعمل وفقاً لتعاليم الإسلام الى قال رسوله صلى الله عليه وسلم في معنى حديثه.. «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. لكن في كثير من الأحيان يعتقد الإنسان نفسه أن باستطاعته فعل كل شيء، وأنه يستطيع الحصول على ما يريده وبالطريقة التي يحددها حتى وإن خالفت الشرع في تفاصيلها، فضغوطات الحياة والمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية جعلت من الجميع وحوشاً كاسرة، تريد أخذ كل شيء، والأخطر أن البعض أصبح يستكثر على البعض الآخر ما قسمه الله له، ويرى أنه أحق بها منه، فيخطط لأخذها، ويبدو ذلك واضحاً وجلياً في كل ضروب العمل، وظني أن ما يحدث الآن هو سبب استمرار التذكرة .. نعم سادتي نحن نحتاج لمن يذكرنا دائماً بحدود الله وبتعاليم ديننا الذي نعتبره كتالوجاً يحمي من يتبع تعاليمه... ولعل ماساقني لكتابة هذه السطور حديث الشيخ الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلامية، في اللقاء التنشيطي لأمانة الإعلام بالحركة، والذي وجه فيه عضوية الحركة في الإعلام بالتعافي والتآخي والتصافي، ومراعاة رضى الله سبحانه وتعالى، وحق الحركة الإسلامية وحق الشهداء، كما وجه بإعمال العفو بين الإعلاميين لله والرسول، والتحابب في الله والسعي بين الأخوان بالخبر الجيد والكلام السمح، وعدم نقل الكلام الذي يملأ الصدور، لأنها الحالقة التي تحلق الدين .. وقال إن ما نسمعه من كلمات تثير الفتنة بين الإخوان يتطلب تقوى الله سبحانه وتعالى، لأن الكلمة الواحدة تهوى بالمرء سبعين خريفاً في النار، مشيراً الى أنه لابد من الإخلاض والرجوع الى الله وتنظيم لقاءات خاصة بالإخوان وتطبيق شعار أخوكم في الله. ومن يتدبر حديث الشيخ يجد أننا جميعاً بعيدون عنه تماماً، ليس كحركة إسلامية فقط، وليس إعلاميين فقط، بل الحديث يمكن إسقاطه على الجميع فقد أصبح الناس بعيدين عن بعضهم لدرجة أن كل منهم يتحفز للآخر، فلا يسألون بعضهم عن أحوالهم، ولا يزورون بعضهم البعض، وكأن الحياة معركة يسعى كل واحد منهم لجمع أكبر كمية من الغنائم، وكأنها تدوم له، والمتدبر لهذه التصرفات يجد نفسه أمام أشخاص ينسون أن المُلك والرزق والأبناء و.... و... هي من نِعم الله يؤتيها من يشاء وينزعها ممن يشاء، وأعتقد أن علينا جميعاً أن نتذكر ذلك، وأن ننوي كل أعمالنا لله حتى ينصلح حالنا، فلا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.