أعلن مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد، عدم ممانعته في تولي الإمام الصادق المهدي رئاسة الحزب، قائلاً في رسالة بعث بها إليه عبر مؤتمر صحفي، عقده بداره أمس، «لو تريد الرئاسة مدى الحياة ليس لدينا مانع « فقط أن تقبل المؤسسة والوحدة وتتقدم الصفوف. وأضاف نحن بكل صدق نرغب في أن يختم الصادق حياته السياسية و مكونات الحزب والأنصار متوحدة. معلناً عن تشكيل هيئة سياسية شعبية لتوحيد أطراف حزب الأمة أسندت رئاستها للفاضل أحمد المهدي لعدم تدخله في الصراعات، وفقاً لمبارك، من مهامها تأسيس أفرع لها في الأقاليم الخمسة بجانب العاصمة، وتتكون من المؤتمر العام للمصالحة وإعادة البناء الذي يضم ألف عضو بجانب الجهاز التنفيذي، الذي يتكون من مجلس الهيئة ويضم «60» عضواً ومكتبها التنفيذي الذى هو من «10» أعضاء انتقاد للأحزاب، وقال أحزابنا ضعفت أجهزتها وانتهت صلاحيتها ولم تعد لها المقدرة على الأداء، وهنالك ضرورة وطنية لكي يعود الحزب للساحة.. مردفاً أن أجهزة الأمة الحالية اختلفت على نفسها وانتهت دورتها قبل «3» سنوات وحلت نفسها بمبادرة من رئيس الحزب، مسترسلاً أن طرحه قائم على الوحدة وإعادة البناء، وبشأن تواجد قيادات المعارضة ومن ضمنهم الصادق المهدى خارج السودان، قال مبارك المهدى لاعذر للسياسيين الآن في أن يذهبوا لمنفى اختياري، مشيراً إلى أن فترة رئيس حزب الأمة انتهت وهنالك عيوب في الدستور جعلت أن تكون فترة التسيير تساوي الفترة التي قررها المؤتمر، وتابع لايوجد سبب يمنع قيام المؤتمر العام. رفض منصب نائب الرئيس: وكشف أن الصادق المهدي عرض عليهم في اجتماع سابق بمنزل الراحل عمر نور الدائم تغيير اسم حزب الأمة، و قال رفضنا ذلك، وأاردف أنه عرض عليه مؤخراً موقع نائب رئيس الحزب ولكنه رفض أيضاً، حسب قوله، لأنه لايريد أن يكون موجوداً في نزاع أو جزء منه، وإنما أن يأتي في وفاق. وأورد أن آدم موسى مادبو رئيس التيار العام لحزب الأمة متفق مع طرحه في الوحدة والمصالحة، ولكنه ينتظر أن يستجيب الصادق لمقترح توسعة المؤسسات، مردفاً أن اجتماعات القاهرة كانت رسالتها واضحة وليس هنالك طائل من الانتظار. الكشف عن أسباب الصمت: وبين أن صمته خلال الفترة الماضية أتى رغبةً منه في عدم إيجاد منبر موازٍ بعد أن قطعوا شوطاً في مشروع وحدة حزب الأمة، لافتاً إلى أن المؤتمر الصحفي جاء لإعلان الهيئة كخطوة تالية لمشوار الوحدة الذي بدأ منذ 4 سنوات، والتي شهدت شداً وجذباً طيلة تلك الفترة، وأوضح أنهم انتقلوا إلى حوارات داخل حزب الأمة أثمرت عن ميثاق حدد المشاكل والحلول و الرؤية المستقبلية، خلص بعده الجميع إلى محاور ثلاثة، تمثلت في مصالحة شاملة لاتستثني أحداً، و تقود إلى وحدة وإعادة بناء الحزب، ثم مؤتمر عام وفاقي، مشيراً إلى أنه وبعد مشاورات مع رجال ونساء الحزب وصل القادة إلى قناعة بضرورة إنزال موضوع الوحدة إلى القواعد، تبدأ بهيئة على مستوى المركز والأقاليم وتتوج بمؤتمر استعداد للفصل، وقال الحزب في وضع ضعيف ولديه جماهير، لكن ليس عنده تنظيم ينجز به المهام المطلوبة، و هنالك دور تاريخي يفترض أن يلعبه الحزب في وقف الحرب لأنه يمكن أن يتحدث مع كل الأطراف بدون حرج. وأضاف هذه فرصة تاريخية بأن نحول المسؤولية لكل عضو في الحزب والأنصار وأن لايقال أن مسؤولية حزب الأمة على مبارك والصادق، وتابع «مبارك والصادق لو ما عايزين وحدة برفدوهم الاثنين لأنهم غير مخلدين وسيذهبون كما ذهب الأجداد». وأعطى الفاضل الضوء الأخضر لأحزاب الأمة التي شاركت في الحكومة للحاق بوحدة مكونات حزب الأمة، وأردف قائلاً «أنا متأكد أنهم لم يغيروا قناعاتهم السياسية، لكن الظروف أجبرتهم على ذلك». مبارك يعلن انتهاء الحرب: وبعث برسالة إلى الحكومة قال فيها «الزمن انتهى وما في مجال للمناورة»، واعتبر حديث المعارضة عن حكومة انتقالية بأنه سابق لأوانه، و شبهه بمن يضع السرج قبل الحصان. وقال الحرب انتهت عملياً بالتعادل السلبي، وصارت حرب استنزاف مادي وبشري، ولم تعد خياراً أو وسيلة للتغيير، واسترسل إلا إذا اعتبرناها استنزافاً اقتصادياً يؤدي لإضعاف الحكومة وبالتالي إضعاف الوطن كما حصل في دول أخرى، وأبان أن المجتمع الدولي أطلق صافرة انتهاء الحرب و اتجه للحلول السياسية الشاملة، وأن الفرصة مواتية للتطورات التي حدثت في النظام الذي انقسم على نفسه وسقط مشروعه، وأردف «الملعب السياسي خالٍ والكشافات مضيئة» وكل الساحة السياسية محتاجة إلى عمل حتى الحاكمين لجهة أنهم كسروا الأحزاب وكسروا أنفسهم. تواصل مع الحكومة: وكشف مبارك الفاضل عن وجود اتصالات بينه وبين الحكومة والحركة الشعبية وحركات دارفور، بجانب الاتحاد الأروبى وأمريكا، لتلمس إمكانية الوصول إلى حلول لقضايا السودان، متعهداً بالسعي لعمل مشروع وطني يجمع كل الأطراف. وأردف وجدنا رغبة من حاملي السلاح في إنهاء الحرب، وهنالك استعداد من الحكومة لذلك، إلا أنها متوجسة، وهذا أمر طبيعي، وأورد أن الحكومة لن تتجه للحلول الجزئية لأن مثل هذه الحلول كانت تجد دعماً من أطراف دولية وإقليمية وتوقف ذلك الدعم. موضحاً أن المجتمع الدولي هو الممول الآن لجهود المعارضة في الوصول إلى برنامج موحد وتنسيق مشترك. أشاد مبارك بالحوار الجاري وانتقد طريقة الوساطة الأفريقية في التعاطي مع قضايا المفاوضات، وقال إنها لم تكن الأمثل، وكان يجب عليها أن تبدأ التفاوض خطوة خطوة بدلاً من طرح ثلاثة ملفات مثل وقف الحرب والإغاثة والحوار في وقت واحد، مضيفاً أنها ارتكبت خطأ بأن سمحت للأطراف بالتراشق الإعلامي. وقال الحوار الجاري الآن خطوة في الطريق الصحيح، لكنه لن يوقف الحرب أو يأتي بسلام، وبما أنه بدأ بمبادرة من الرئيس عليه أن يسعى لإنجاح مبادرته، وإن المؤتمر الحالي يمكن أن تلتئم مخرجاته مع مخرجات الملتقى التحضيري، مضيفاً أن الفرصة مازالت متاحة، وأن قناعات الحكومة والحركات قائمة على أن الحرب انتهت. وأشار إلى أن الخارطة السياسية تغيرت وأن الكلمة العليا في الحكومة باتت للعسكريين والقوات المسلحة وليس السياسيين.. وقال إن الجيش يدرك المخاطر التي تواجه البلد. مشدداً على ضرورة أن يكون الحوار شاملاً مع ضمانات لحاملي السلاح يسبقه مؤتمر تحضيري. نصائح للحركات: وفي رسالة بعث بها للحركة الشعبية شمال، قال مبارك: أقول لهم لديكم مسؤولية كبيرة جداً في الخروج من إطار المواجهات الإعلامية، بأن تقودوا خطاً هادئاً يؤدي إلى نهاية الحرب. مناشداً حركات دارفور بالتوجه نحو السلام، وقال دارفور محتاجة إلى جلوس أبنائها مع بعض لترتيب قضاياهم ورتق النسيج الاجتماعي،أما قضيتها السياسية العامة فمحلها الإطار القومي. قبول التكليف: من جانبه رحب الفاضل أحمد المهدي بتكليفه برئاسة الهيئة السياسية لوحدة أطراف حزب الأمة، وقال إن تكليفه جاء «حسن ظن» به، وأن الوحدة من الأمور النافعة نفعاً محضاً، وكنت أنادي بالحل الرأسي، وإذا فشل نذهب أفقياً، لأن الحزب ليس مؤسسات فحسب، وعلى المؤسسات أن تراعي التيار العارم الداعي للوحدة. وقال أجهزة حزب الأمة الحالية مدتها انتهت وفي انتظار المؤتمر العام، و نحن الآن في وضع أسوأ من الانشقاق، مردفاً أن الوحدة لا يرفضها أي أحد وكل التيارات موافقة عليها مؤكداً أنه لاتوجد محاولة انشقاق، وإنما توجه للوحدة.