تزداد مشكلة الغاز تعقيداً كل يوم.. وكلما ظننا أننا اقتربنا من الحل نجد أننا الأبعد منه.. ولعل هذه المشكلة الموسمية يصعب حلها لأنها تحتاج لعدة خطوات وعدة جهات.. فهي ذات شعب تبدأ بشح خفي قد يحس بهذا المواطن أو لا يحس.. لكن يعلمها أصحاب التوكيلات الذين يبدأ بعضهم في الالتفاف حول المشكلة والعمل على كسب أكبر قدر من الأموال من تلك الأزمة بتخزينه وبيعه بمبالغ مضاعفة.. ثم إن بعض المواطنين الذين لديهم عدد من الأنابيب يقومون بملئها وبذلك تكبر المشكلة وتتجدد.. وهذا يعود لعدم معرفة المواطن بكيفية محاربة الطماعين في سياسة التحرير الاقتصادي التي تعتمد على المواطن في محاربتها.. وأخشى أن تتمدد أزمة الغاز التي تدور رحاها قبل فترة وكنا دائماً ما نكتب عن كيفية توزيعه.. فالتوزيع هو جزء أساسي من الأزمات خاصة وأنهم كانوا يعطون فرصة للسماسرة والوسطاء لشراء الغاز بالسعر الرسمي وبيعه بالسوق الأسود بعد إيهام من حولهم بأن هناك أزمة.. وهذا يحدث في غالب الأحيان لكنها في هذه المرة تشتد للندرة والشح في السلعة نفسها.. وبالطبع هذه المشكلة تزداد يوماً بعد يوم وتحتاج للتدخل العاجل.. لأن العالم الآن ليست فيه مشكلة غاز لا في الكمية ولا في السعر.. فهو متوفر لأن سعره في أقل حالاته.. بل إنه لم يشهد ذلك الانخفاض.. والغريب أن الحكومة حتى الآن «خاتة الخمسة في الاتنين» ولم تقل أي شيء.. نعم سادتي فنحن لم نسمع أي حديث يفيد بأن الأزمة ستنتهي أو ستتمد.. وأظنها استعاضت عن ذلك بإعلانات بعض شركات الغاز بأن الغاز لديها متوفر وأن من لم يجد عليه الاتصال بالشركة وتقديم شكواه.. وهذا بالطبع لا يكفي.. فالسلعة إذا توفرت فهي تتحدث عن نفسها ولا تحتاج لإعلانات مدفوعة.. ولعل خطورة المشكلة تذكرنا بحديث أهلنا عندما يقولون «إن ناس فلان طفوا نارهم».. يعني أنهم بدون عيشة.. خاصة وأن الفحم الذي يعد بديلاً للغاز أصبحت أسعاره نارية.. لذا نطالب الحكومة بالتدخل السريع حتى لا تصبح نار البيوت مطفية «لا سمح الله».