راي : عبد الظاهر المقداد ابو بكر : صدرت كتابات جديدة من بعض كتاب المؤتمر الشعبي منها مقال عن الحزب الشيوعي بعنوان «الحزب الشيوعي فقد الرشد وتجاهل الواقع» ويحتوي المقال في نصه على الآتي: يحق لي في مفتتح هذا المقال وبعد الاطلاع على بيان سكرتارية الحزب اليوم، والذي كان نتاجاً لاعتكاف دام ليومين. لم يعد الحزب الشيوعي مؤهلاً لإصدار حكم على الواقع أو صناعة المستقبل، وسبب هذا القول تسنده مواقفه وتاريخه وقيادات عفا عليها الدهر حتى فقدت الإحساس بمرور الزمن والأحداث من تحتها، واستمع معي الى الحزب وهو يطالعنا اليوم بأن الحوار في شرعه حرام إلا بعد أن يستوفي شروطه، والتي يجملها بذكرى لنا أنه الأحرص على الوطن والمواطن، وهولا يمت لها بصلة، والشعب السوداني ماعادت تنطلي عليه الحيل أو تخدعه الكلمات. وحين تسألهم ماهي تلك الشروط التي الزمت الحزب موقف المقاطعة الدائم تجدها هي ذاتها التي توافق أكثر من 80حزباً وحركة مسلحة على أنها مطلوبات الحوار كمنجز ينتظره الشعب ويجني ثماره وليست مدخلاً إليه حتى يتشرط الحزب الشيوعي ويمتنع كيفما شاء، وغير ذلك فقد أصبح غالبها مشهوداً في واقع الناس وحياتهم فقد أوقفت الحرب وسوف تصل الى سلام. والحريات التي صك أذاننا بها بلغت حتى المؤتمر السوداني والإصلاح الآن، وشهدها الشعب وغيرها، لكنه برغم ذلك ظل يضعها شروطاً ويكثر بها الضجيج، وكأنه لا يرى مما يؤكد حكمنا عليه أنه فقد الحكم على الواقع وأصبح حبيس التاريخ وخارج الزمن. فالحزب الشيوعي أول من نادي بالحوار حين كان المؤتمر الوطني يملك كامل السلطة، وبترولها، وذهبها، وحين استجاب النظام أخذ يتمنع ويتشرط كيفما شاء دون النظر الى البلاد ومطلوبات شعبها، والسلطة التي يسميها الشمولية بمعنى سيطرة الحزب الواحد أصبحت تاريخاً، وهي الآن عامرة بالأحزاب والجماعات والحركات. والحزب الشيوعي هوالذي أقعد الحلول الوطنية من النفاذ، حين أدعى عدم الثقة في الحكومة، ويحتاج الى ضمان دولي هوالذي مكث في السلطة على أيام نيفاشا وأكل من خيرها. ولما دعم الامريكان خطوات الحوار السوداني السوداني أتهمهم بمساندة الحكومة ومحاولة إنزالها بصورة سلسة، حيث يتمنى هو ويعمل للسقوط الكارثي وإن تلاشت معه البلاد، وتشرد العباد.. فالحزب العجوز يريد فقط أن يشبع نفسه الشغوفة بالتصفية والدماء. وقيادات الحزب العجوز تتباهى أمام الناس بأن مواقف الحزب ظلت كما هي منذ العام 89 ويعتقدون أن هذا نجاح أو هكذا يتوهمون، فحزب المؤتمر الوطني تغلب في كل المناخات والاجواء وطور نفسه ومشروعه السياسي، فمن كان يظن أن خنجره المسموم سوف يفني الإسلاميين والى الأبد، فإنه يجهل أنه لن يبلغ ذلك قبل أن يقضي على أكثر من مائة حزب وحركة مسلحة.. ثم لنسأل صديق يوسف ومن معه هل الجمود موقف يستوجب المدح والتجميد، أم أنه فعل السنين الذي أغلق الحزب حتى تفرق في البلاد وتقطعت أوصاله. إن الواقع يقول إن موقف الحزب الشيوعي من الحوار، هو موقفه من النظام وموقفه من النظام هو موقفه من الإسلاميين، وموقفه من الإسلاميين هو موقفه من الإسلام، وموقفه من الإسلام هو موقفه من الدين، وتلك هي النظرية الماركسية والتي يدافع عنها صديق يوسف ويمني بها الرفاق. الجميع يعلمون أن الحزب الشيوعي وقبل رحيل السكرتير العام السابق (نقد) كان في مأزق على مستوى الفكرة التي يدندن حولها صديق يوسف وآخرون، والجزر تكاد تكون معزولة عن بعضها، فهنالك مجموعة الشباب التي قرأت الماركسية من منابعها وتوابعها وتعمل على تسويقها كما هي ومجموعة الولايات، والتي تماهت مع الدين محترمة وجدان الشعب، وأقدمت على التفاعل مع الاشكالات المجتمعية بفضل مضاغطة الشعب لها، وأصبحت السكرتارية العامة تقف على قمة الحزب العجوز كالزبد، حيث لا يعرف عنها الخروج خارج البلاد لخلق التواصل العالمي، ولا التطواف عبر السودان للتواصل مع القواعد لأنها أصبحت منبتة عن الواقع تعيش في قفص الفكرة البائس، هذه الأزمة برزت بعد رحيل (نقد) حيث إن الحزب متفق على قضية واحدة هي انتظار السقوط المدوي للإسلاميين ووراثة الوطن، فإنهم عملوا على تأجيل المعركة التي لم تحسم بعد وترحيلها، وقد برز ذلك في جلب أحد الكوادر الولائية ليكون السكرتير العام (الخطيب) لا الفرقاء ماعادوا يقبلون من بينهم حكماً، لكن الخطيب القادم من الخلف جاء محملاً بوجدان الشعب الديني وهمومه في الأمن والاستقرار والمعاش بما يجسد فكرة الوطن وعلى هذا أجلس على الكرسي وتولى صديق يوسف المواجهات الإعلامية والكلامية المعبرة عن الموقف الصفري والعدمي من الإسلاميين، والذي لا يقبل حتى تغير ملامح الوجه العبوث. إن الحزب الشيوعي العجوز وقياداته لا يملكون أهليه الحكم على الواقع أو التعبير عن المستقبل، ولن يصدق أحد بعد اليوم أن للحزب علاقة بوجدان الشعب العام، طالما انفصل عن قواعده المعبرة عن ذلك، حيث عبر أكثر من قيادي في الولايات بأن الدين واحد من صادر التشريع، ولا يمكن تجاوزه فأين يذهب صديف يوسف ومن معه.. ولن يصدق أحد اليوم أن للحزب علاقة بالوطن طالما أنه رفض كل خيارات السلم والمحاور، وخذل أبناء الهامش الذين هرعوا اليه فوعدهم ومناهم بأن الفتح على يديه، لكنهم لم يبرحوا حتى تكشف لهم وعد السراب وأماني الحزب العقيم، حيث أحال الأرض الى دمار ولظى نار مستعرة لم تنطفيء الى اليوم، ولن يصدق أحد بعد اليوم أن للحزب علاقة بالديمقراطية والتداول السلمي، وهوالذي حول ولايتين في النيل الأزرق وجنوب كردفان الى ميدان للقتال والولاة الى أمراء حرب وقطاع طرق، ولن يصدق أحد أن الحزب يعمل من أجل هموم الشعب، وهوالذي قدم خياره الاستراتيجي في هدم الإسلاميين ودك حصونهم، ورفض الحوار كوسيلة لتوفير الأمن والسلام والعيش الكريم للشعب.