كثيرة هي المبادرات الشبابية التي قامت لدفع عجلة التعاون بين شبابنا ونظيره المصري، وتابعنا كلنا نشاط تلك المبادرات والكرنفالات التي نظمتها احتفاءً بنجوم مصر الذين زاروا بلادنا، احتفينا بهم على أعلى مستويات الدولة وقدمنا لهم الكثير، وهذا شيء طبيعي جبلنا عليه، وليس منة على أشقائنا، ولكن دعونا نسأل سؤالاً واضحاً ومباشراً: ما الغرض من تلك المبادرات، وهل المقصود التواصل بين شباب البلدين، إذا كانت هذه الإجابة، فدعونا نسأل سؤالاً آخر أكثر وضوحاً، لماذا لا تتم دعوة شبابنا من أشقائهم المصريين، أو نجومنا في كافة المجالات من غناء ومسرح وغيره، ألا يستحقوا أن يحتفي بهم أشقاؤهم في مصر، والسؤال الأهم لماذا لا نحس بالاهتمام من جانبهم كما هو الحال في أصحاب المبادرات عندنا. أسئلة تحتاج إلى إجابة ولا أظن أننا سنجدها ولكننا نقول إن هذه المبادرات التي تطل برأسها علينا من فترة لأخرى ما هي إلا مضيعة للوقت وإهدار للمال العام في ما لا يفيد وإهدار لوقت المسؤولين السودانيين الذين سيشرفون فعاليات حضور النجوم. قضى الراحل محمد وردي سنوات طويلة في القاهرة ولم نسمع يوماً بأن أي جهة استضافته أو وصله أي جهاز إعلامي مصري، كان نسياً منسياً، وغير وردي الكثيرون . ما أقوله ليس تحريضاً أو تعبيراً عن رفضنا لزيارة إخواننا المصريين، ولكنا نرى أن هذه المبادرات مثل «الحب من طرف واحد» غير متكافئة بالمرة.. وهنا لا بد أن نذكر أن نجوم مصر في السابق كانوا يأتون للسودان لتقديم إبداعاتهم في مسارح الخرطوم المختلفة دون أن يوجه لهم الدعوة أحد، أو يكون ذلك تحت أي مسمى، سواء أن كانت مبادرة أو غيرها، لأنهم كانوا يحسون أن ذلك واجبهم تجاه أشقائهم في جنوب الوادي، وكانوا محل حفاوة وترحاب وسعادة كل الشعب السوداني، فما الجديد حتى نرى موضة «المبادرات». هي «بدعة» لا رجاء من ورائها ولا ثمار نجنيها، غير أنها سياحة للضيوف بحسب الوصف الذي سقناه. الشعب السوداني وشقيقه المصري لا يحتاجان لمبادرات، ولا مسميات للعلاقة التاريخية التي تجمع بينهما، كما لا يحتاجان أن يكونا ورقة في كتاب السياسة، لذلك رجاءً فضونا من سيرة اسمها المبادرات. ٭ خلاصة الشوف: الأشقاء لا يحتاجون إلى مبادرات، و«لحدي هنا كفاية».