ويسأل حبيبنا وأستاذنا و «ود حلتنا» حسين خوجلي يسأل في عجب أو دهشة أو استنكار أو في غضب.. يسأل بمفرداته والتي هي ماركة مسجلة باسمه والتي هي حصرية عليه.. يسأل بحروف وكلمات بعد أن يدثرها أحياناً بصفق الورود أو بأجنحة الفراشات الملونة.. وأحياناً يكتبها بأطراف أسنة وخناجر أو «بفحم» جمر مشتعل وأعواد مشاعل.. يسأل بعد أن وقف العالم كله.. غربه وشرقه.. «مسلموه» و «نصارته» مؤمنون وكفار.. وقفوا وقفة لم يجلسوا بعدها حتى الحين.. وذلك تعاطفاً واستنكاراً وحزناً وغضباً على تلك التفجيرات الدامية التي تناثر دم ضحاياها على العشب الأخضر تحت برج «ايفل» وتلونت حمراء حوائط قوس النصر ولون الشفق ميدان الكوكلورد.. يسأل حسين لماذا تلك الهبة الأسطورية ولماذا تلك الدموع الهاطلة حزناً على أبناء فرنسا ولماذا كل ذاك النواح على أولاد عاصمة العطر وديجول والنور.. لماذا لم يبكِ العالم على الدماء الطوفان التي تصطفق كل يوم.. كل يوم في بغداد ولماذا العالم لا يقف دقيقة ولا يعيد التفاته لمئة أو ألف عراقي يموتون كل يوم.. كل يوم.. وهل الدم الغربي أغلى من الدم العربي؟؟.. الآن يا أحبة ويا أحباب اسمحوا لي بأن أجيب الحبيب الصديق حسين خوجلي. ويا حبيبنا حسين خوجلي.. أنا أجيبك رغم أنك تعرف وتعلم الإجابة «زي جوع بطنك» وأنا أجيبك لأنك تستحق الإجابة وأنا أرد عليك لأنك تستاهل الرد.. وبالمناسبة أنا لا أرد على أي «زول» من طرف.. فهناك من المتنطعين.. والهتافين.. من المتقطعين من قوافل القرون الوسطى.. وحكمة الله، كلهم من «الإخوان» الذين يبرعون في الخطابة و «الردحي» بل و «الثكلي».. في كل نائبة تحل بالأمة العربية أو الإسلامية. الآن يا حسين نشرع في الإجابة وأرجو أن تطيق معي صبراً فقط لأني سوف «أمسكك» من يدك وأطوف بك العالم الأول أو الغربي أو الصليبي.. أو الأول.. لترى بأم عينيك كيف هو المواطن هناك أغلى من الماس والذهب والبلاتين واليورانيوم في نظر حكوماته وأنظمته.. لترى هناك أن المواطن خط أحمر لا يمكن مجرد الوصول إليه أو الاقتراب منه ناهيك عن تخطيه.. هناك يا حسين الحكومات هي الخادم المطيع للشعب والذي هو المواطن.. تحمله الحكومات على كفوف الراحة وتدافع عن مجرد نقطة دم واحدة تسيل منه صدفة أو عمداً. الدم الغربي أغلى لأنه محروس في حديدية وصرامة من عاديات الدهر من كل عارض أو طاريء أو غير مألوف. هناك يا حسين تقوم الحكومات وتقعد.. تفوز وتسقط.. بمدى قربها من المواطن وبعدها عنه.. هناك السيد هو الشعب والحكومات هي الخادم المطيع للشعب.. هناك الشعب هو الذي يصنع الحياة.. وفي عالمنا العربي الذي تبكي حسرة على هوانه.. في عالمنا الحكومات هي التي تصنع الموت. حسين.. بكرة نطوف بك في العواصم المغسولة شوارعها بالجليد.. لتعرف كيف تدافع الحكومات هناك عن شعبها حتى مرحلة «الدلع».. ثم أعود بك بعد تلك الجولة إلى عالمنا العربي و الإسلامي لنبكي سوياً على أمم فاتها القطار.