من يقول إن لنا عداءً مع رئيس نقابة المهن الموسيقية والمسرحية الأستاذ علي مهدي نوري، هو مخطيء لأسباب عدة، أولها أن مصطلح عداء ليس موجوداً في قاموسنا، وثانياً أن للأستاذ علي كامل الاحترام والتقدير عندنا وهو واحد من مبدعي هذه البلد الذين قدموا الكثير قبل أن تسرقهم الأعمال الخاصة والإدارية، والإدارية هذه لنا معها الكثير من الوقفات والوقفات، ليس لأننا نراه فاشلاً فيها، ولكن لأنها أخذته بعيداً عن المجال الذي عرفناه فيه وكان أحد نجومه، بالإضافة إلى أن الرجل لم يقدم شيئاً يذكر في مجال العمل النقابي، ومقياسنا هو حصاده وهو رئيس أكبر نقابة فنون وثقافة بالبلاد، فماذا قدم لها وللمجتمع وللذين يرأسهم. المحصلة عندنا صفر، لأن النقابة لم تستطع طوال تلك السنوات فرض هيبتها أو حتى وجودها، والساحة الفنية تفاجئنا صباح كل يوم بالعجب العجيب، وأعضاء النقابة يعانون ما يعانون، ولن نتحدث عن الظواهر الفنية التي أطلت برأسها، لأن ذلك يحتاج إلى صفحات وصفحات. قد يقول قائل إن علي مهدي وصحبه هم متطوعون في العمل النقابي، وهذه حقيقة وبادرة يشكرون عليها، ولكن للتطوع تبعاته ومسؤولياته التي تجعل صاحبه عرضة للمساءلة، وعلى الأقل التناول بشقيه الإشادة والنقد، وليس معنى التطوع أن تترك النقابة الحبل على القارب، ليستبيح البعض الساحة «كالثور في مستودع الخزف» مع اعتذاري للثور المسكين، لأن ما حطمه هو بعض أشياء يمكن أن تعوض، ولكن ما حطمه ويحطمه هؤلاء هو قيم ومثل وأخلاق كانت تجسدها الفنون. لذلك أقول للأخ الأستاذ علي مهدي إن الساحة الفنية تحتاج إلى الشدة والحسم والتعامل بالقانون ولا مجال للترضيات و«شغل التحانيس»، فالفنون مهنة ليست ككل المهنة، فهي التي تشكل الوجدان وتمثل للأمم عنواناً، وإذا كنتم ترون غير ذلك فافسحوا المجال لغيركم، ممن يطبق القانون ولا تأخذه رأفة بمن يسرقون المبدعين ويفحشون بالثراء بأعمالهم، وأصحاب الحقوق الأصلية يعانون المرض والجوع وتربية الأطفال، والأكثر معاناتهم للتجاهل. ٭ خلاصة الشوف: عمر الجزلي يحتاج للتكريم على أعلى مستوي ، ليس مجاملة ولكن كتاب ما قدم للبلد يقول ذلك، مع أكيد تقديرنا لمبادرة أروقة التي تقوم بما لم تقم به وزارة الثقافة في كثير من الأحيان، وأروقة عندنا وزارة ثقافة بأعمالها.