على الرغم من أن الجميع أصبحوا يبغضون التعامل بمظلة القبلية التي ابتليت بالفتنة وأصبحت تحصد الأموال والأنفس والثمرات بعد أن كانت شجرة ظليلة يستظل تحتها الناس وتجمعهم وتحل مشاكلهم.. ولأنني أؤمن بنظرية المؤامرة.. أقول إن هناك أيدٍ خفية تزرع الفتنة بينها.. لأن كل المشاكل الأخيرة تتم تحت الغطاء القبلي وقد أرسل لي شيخ العرب الفكي ود ابنابره هذه الرسالة من ولاية نهر النيل.. وهو فرح بما جاء فيها وهي تقول: «منذ أيام مضت اندفقت الماء بين هؤلاء القوم.. وهو مثل يضرب إذا تخاصم فريقان فصارت الأجواء في سماء العبيدية وما حولها ملبدة بغيوم الانشقاق بين إخوة ظلوا لسنوات مثالاً يحتذى به.. نسيج اجتماعي يعتبر نموذجاً بعموم المنطقه أصابته رياح عاصفة كادت تفرق بين أبناء المنطقة الواحدة وهم جميعاً أهل دين وصلاح ويشار إليهم بالبنان.. تلك المضارب العزيزة علينا نعرف أهلها ورجالها الذين اشتهروا بمكارم الأخلاق.. وفود كثيرة وعديدة اتجهت صوب العبيدية لإصلاح ذات البين.. منها جهات رسمية وشعبية وبيوت دينية وزعماء وقادة و.. الخ ولم يتم المقصود ولكن كان الأمل والعزيمة في أن هذا البلاء الذي حل على المنطقة لا بد أن ينجلي وإن ازدادت تعقيداته.. فكانت الهمة عالية ودوماً الهمة تصنع المعجزات. انعقد مجلس جودية ضخم وكبير بغرض الصلح بين الميرفاب والجهيماب وكان مقر ذلك خلاوى ودالفكي علي غرب بربر.. وهي ديار مبروكة ومحروسة بالقرآن والذكر والدعاء.. وحري بهذه الخلاوى وأهلها القيام بدورهم الذي ظلوا يقومون به في عموم الولاية.. بل السودان0 الأستاذ الجعلي خلف الله ترأس المجلس برعاية من شيوخ ودالفكي علي في مقدمتهم مولانا الشيخ اليماني والشيخ إبراهيم حفظهم الله.. بحضور عدد من القبائل وخلاوى كدباس.. الغبش.. المجاذيب والبدري.. بحضور وفد من جامعة وادي النيل كلية الشريعة والقانون.. كانت هذه الجلسة بغرض الاتفاق على وثيقه تراضٍ وصلح لعرضها على المتخاصمين يوم السبت القادم لتكون خطوة أولى نحو الصلح.. ومن بعد ذلك سوف يتم الجلوس مع وفد الميرفاب والجهيماب وعرض الوثيقة عليهم والموافقة عليها إن شاء الله.. ومن بعد ذلك يحدد موعد لإعلان توقيع الصلح بصورة نهائية وبحضور كل مكونات المجمتع. هذا يعني أن هذه القبائل التي تقود الصلح وبرعاية خلاوى ودالفكي توصلت لمقترح وثيقة اتفاق بناءً على توصيات سابقة من خلال جولات عديدة.. هذه الوثيقة ستعرض على الطرفين المتخاصمين بحضور ممثليهم للموافقة عليها.. ميرفاب وجهيماب.. في غضون أيام تعود المياه لمجاريها ويكونوا سمن على عسل».