تقول الآية الكريمة رقم (11) من سورة الرعد: بسم الله الرحمن«لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم. عزيزنا القارئ الكريم.. لك عاطر التحايا.. وأظنك ليس ببعيد عما يجري في الساحة السياسة السودانية هذه الأيام، إذ نلاحظ أنه لا شيء يشغل أفكار الناس هذه الأيام غير موضوع (الحوار)، الذي تحتضنه قاعة الصداقة حالياً.. تقوده دولتنا وبكل أركان حربها بصورة جادة، وكأنها في سبيل إنجاحه قد ضربت له أكباد الأبل.. إن لم نقل إنها قد صرفت عليه (دم قلبها).. وبذلك أعتقد جازماً... إننا الآن نكون فعلاً قد غيرنا ما بأنفسنا تنفيذاً لما حوته الآية الكريمة أعلاه.. كيف لا يا أخي- فنحن ننظر بأعيننا وما من وسيلة من إعلامنا سوى إن كانت مرئية أو مسموعة أو مكتوبة إلا وتتصدر واجهاتها أخبار ذاك الحوار.. وما يجري يومياً داخل (لجانه الست)، التي ينتظر الشارع السوداني بتركيباته المختلفة لمخرجاتها بفارغ الصبر- عسى بل لعل أن تخرجه من (عيشة الضنك) التي فرضت عليه وقد طال أمدها. فنعتقد أن هناك سؤالاً سيفرض نفسه على الساحة.. إذا ما دام الأمر وصل إلى هذه الدرجة وهو: ما هي الضمانات الكافية لإنجاح هذا الحوار؟ وغالباً ستكون الإجابة هي: أن يستمر الحوار حتى شهره الثالث حسب ما قدر له. خاصة أننا في شهره الثاني.. وبذلك نكون قد مهدنا للجميع الفرص الكاملة للإشتراك فيه خاصة الأخوة كبار المعارضين وحملة السلاح.. وبذلك نضمن من المخرجات أجودها.. وأكثرها ملاءمة لحكم السودان عن طريق (بث العدل الناتج من الحوار الجامع).. غير متناسين أنه ربما تكون هذه هي (ورقتنا الأخيرة) للخلاص من الخلاف والمعاناة مع بداية الرفاهية.. والله الموفق.. مع سلام للجميع بالبداية والختام.