٭ قال صديقي: لا أعرف من أين جاءتنا «نوار».. لقد غيّرت كثيراً من نظرتنا للأمور.. طلبت العمل معنا في المنزل ووافقنا.. منذ ذلك اليوم أصبحت جزءاً من العائلة.. ولطيبتها واتزان شخصيتها تعلق بها الصغار قبل الكبار.. حكاياتها ممتعة وموحية!! ٭ ضحك صديقي وهو يقول: لقد أضحت حكاياتها «مرجعية» أشبه بالسوابق القضائية في مجلة الأحكام. ٭ البنت تحكي عن والدها بإعجاب.. عن «شجاعته وفروسيته».. قالت ذات يوم سأله القاضي: لماذا قطعت أصبع الشاكي؟! رد أبي بكل هدوء «أصبعو العاجبو ده ريحتوا منو.. أنا لو داير اقتله سكيني في ضراعي» وأشار إليها بكل ثبات!! ٭ يقول صديقي: منذ ذلك اليوم لم أعد أرى أصبع زوجتي «العاجبها» والذي كانت كثيراً ما تستخدمه ضمن أسلحة «الدمار الشامل» في حروبنا «الثنائية»!! ٭ في إحدى المرات سألتنا نوار ونحن نتحلق جميعاً حول شاي الصباح: ماذا يفعل أحدكم إذا دخل في معركة مفاجئة والتحم معه الخصم؟! سألتنا وكأنها أستاذ إستراتيجيات يحاضر داخل قاعة مزدحمة بالحضور.. وجمنا أنا وأم العيال.. قلت لها: لا ندري؟!..ردت بحزم: لازم «تعض» خصمك حتى يسيل الدم!! سألنا في جزع: تعضي وين؟ أجابت: المرأة في صدرها والرجل في المكان العزيز!! ٭ منذ ذلك اليوم أضحت كل أزماتنا تذهب مباشرة إلى مفوضية «فض» النزاعات سلمياً!! ٭ قلت لصديقي: أها ناوي تعرس متين؟! رد بحسم: عرس شنو!! لقد حكت «نوار» أمام زوجتي قصة عمها الذي تزوج على امرأته.. قالت: قمنا «بغارة ليلية» على العروس، دمرنا فيها كل «بنيتها التحتية».. وقامت زوجة عمي وأخواتها بتطبيق حد «العقوبة» المنصوص عليه في «دستورنا» في حالة النزاع بين شخصين.. لقد ورد ذكره أعلاه..!! من الإرشيف