قضايا سياسية ساخنة عصفت نيرانها بالساحة مؤخراً وأدت تفاصيلها إلى تشكيل الرأي العام المحلي نحوها كقضية السودانيين بمصر والانتهاكات التي تعرضوا لها من قبل السلطات المصرية، كل ذلك كان مدخلاً لاستنطاق النائب البرلماني المستقل «المثير للجدل» عن الدائرة الثانية دنقلا أبو القاسم محمد أحمد برطم الذي أبدى استنكاره لما يتعرض له السودانيون، وطالب نواب البرلمان بعدم الانبطاح للحكومة، وقبل أن ينفث برطم دخان «السيجارة الإنجليزية الفخمة ماركة دان هيل»، مضت النصف ساعة في حوارنا معه سريعاً وعبرها أجاب على ما طرحناه من استفسارات، فمعاً نطالع ما دار في الحوار: ٭ لك رؤية حول اتفاقية الحريات الأربع الموقعة مع مصر، حدثنا عنها؟ - بالنسبة للاتفاقية هي في الأصل مطبقة من الجانب السوداني فقط، وإثر ذلك طالبت عبر البرلمان بأن الاتفاقية يجب تطبيقها بصورة صحيحة أو يتم إلغاؤها بصورتها الحالية، المستفيدون المصريون لأنهم يمارسون كافة صلاحية بنود الاتفاقية داخل الأراضي السودانية، وبالمقابل السوداني في مصر يتم التعامل معه معاملة أجنبي من الدرجة الثالثة وعلاقتنا مع مصر تغيرت من علاقة أزلية إلى علاقة ذلية واستعلاء حتى في الميديا المصرية يصورون السوداني إما طباخاً أو سفرجياً مع احترامنا لكل المهن هذه، وهي دونية استنكرها، وهذا يجعلنا نقول إنه لا توجد هنالك حاجة اسمها دولة عربية شقيقة في حاجة اسمها دولة عندنا معها مصلحة وما في حاجة اسمها علاقات أزلية، وحاجة اسمها امتداد، وأعتقد أن أثيوبيا هي امتدادنا الطبيعي، وهذا الامتداد لازم يكون امتداداً مصلحياً لا يتقيد بالقرابة أو التاريخ أو الدين، وعلاقتنا مع مصر يجب أن تبنى وفق المصالح المشتركة والندية. ٭ في تقديرك وزارة الخارجية هل قامت بالدور المطلوب حيال أزمة السودانيين بمصر؟ - دور الخارجية كان ضعيفاً والسفارة السودانية بمصر ما قصرت، فقد أرسلت خطاباً منذ مطلع نوفمبر وحتى الآن الخارجية تدرس الرد وهذا نوع من الاستهتار، من المفترض أنه بموجب الخطاب يتم استدعاء السفير المصري وإبعاده من السودان، وهذا الذي لم يحدث من الحكومة السودانية، وإغفالها للقضية ليس هنالك ما يبرره، فالمواطن السوداني للأسف لا يجد الاحترام بالخارج، وهذا لضعف سياستنا الخارجية، «وأنا بتساءل هل قبضوا خليجي واحد طالع من الصرافة قالوا ليه القروش دي جبتها من وين؟»، القانون يسمح لك حتى عشرة آلاف دولار ما ممكن تقبض ليك ناس بستمائة دولار، بحوذتي صور لسودانيين تم تعذيبهم وسجنهم، كان الأجدر بالحكومة أن يكون لها رد فعل حاد وشغل السياسة والدهنسة دا حقو الحكومة تخليهو. ٭ ما هي الدواعي التي جعلت السلطات المصرية تصعد الموقف حيال السودانيين بمصر؟ - صراحة هذه الأزمة مفتعلة من الجانب المصري أتت كردة فعل لحديث الرئيس المشير البشير عن سودانية حلايب، إضافة إلى الانفراج السياسي في محور علاقات السودان مع الخارجية، هذا الانفراج لم يرضِ المصريين ودا حسب تحليلي إذا كان صاح أو غلط وحلايب سودانية، المصريون «يرضوا أو يابوا» والوجود المصري بحلايب هو استعمار مصري. ٭ الحاويات الكميائية التي دفنت بالشمالية حدثنا عن التدابير التي أخذتموها لاحتواء الآثار الناجمة عنها؟ - واحدة من مشاكل السودان أنه لا يوجد به نظام وسيستم للمحاسبة، فالشخص الذي صرح بهذا الحديث يجب تقديمه إلى محاكمة لإخفائه للمعلومة خمس سنوات لكن مجلس تشريعي الولاية الشمالية أخذ القضية بجدية وتم تشكيل لجان تحقيق لم يفيدونا بالنتيجة، وإذا أثبتت التحريات خطورة الحاويات سنشرع علي الفور في تقديم المتهمين إلى العدالة، لأن البلد كانت فاكة وما فيها كنترول، وربما تكون الحاويات دخلت تحت أي مسمى. ٭ بحديثك عن السيستم ألا ترى أن سفر الوفود البرلمانية إلى الخارج يتم دون سيسيتم واضح ؟ - هذا الحديث أفصحت به داخل قبة البرلمان، وتساءلت عن ماهية المعيار الذي على أساسه يتم اختيار الوفود، لكني لم أجد إجابة شافية غير أن معيار الولاء فقط، وليس معيار الكفاءة هو الذي يحدد سفر البرلمانيين للخارج، و» الحكاية من كبارها بايظة» ٭ حدثنا عن مخصصات النائب البرلماني ؟ - يوجد تحت قبة البرلمان (426) عضو تقريباً استثناء منهم (24) عضواً إضافة لرئيس المجلس زايد اثنين نواب، وبهذا يختلف هؤلاء ال (27) عضواً في المخصصات عن البقية، ويتم تصنيفهم كوزراء، وعليه طالبت رئيس المجلس بأن يطرح الهيكلة الإدارية واللائحة المالية على النواب، حتي نعلم حقيقة هذه المخصصات وكيفية توزيعها ٭ النواب المستقلون هل يعانون من التهميش؟ - على العكس تماماً، فالمستقلون استطاعوا أن يحدثوا حراكاً غيرعادي داخل قبة البرلمان، وهم يمثلون النائب الحقيقي الذي يمثل الذين انتخبوه ٭ خمسة أشهر قضيتها في البرلمان ماذا فعلت لأهل دائرتك ؟ - هنالك فهم مغلوط في هذه المسألة، النائب داخل البرلمان لايستطيع أن يقدم شيئاً لدائرته، لأن الاهتمامات في البرلمان يتم حصرها في القضايا القومية، فالقضايا الولائية هي من صميم عمل المجلس التشريعي الولائي، وهو المختص بالأمر، لكن بنستفيد من وجودنا في المجلس بعلاقاتنا مع الجهاز التنفيذي في تسهيل الإجراءت المختصة بالدائرة على صعيد دائرة دنقلا، فقد تم افتتاح طريق السليم - ناوا وهو طريق مصدق منذ عشر سنوات، ونعمل أيضا على تأهيل أكثر من 11 مستشفى ريفياً و20 مركزاً صحياً، وهذه بداية موفقة في ظل هذه الأشهر القليلة الماضية، وأهم نقطة تكمن في أن النائب يجب أن يكون على اتصال مع أهل دائرته بصفة يومية، ولدي مكتب في دنقلا أطلقت عليه مكتب النائب، وهو مفتوح على مدار الأربع والعشرين ساعة لاستقبال المشاكل حتي لايكون هنالك انفصالاً بيني والدائرة، وأدعو النواب لأن يسعوا إلى تأسيس مثل هذا المكتب حتي لاينفصلوا عن دوائرهم ٍ ٭ يقال بأنك رجل أعمال دخلت البرلمان للبحث عن الشهرة؟ - هذا الاتهام غير صحيح، فدخولي إلى البرلمان كان لتلبية رغبة الأهل في الدائرة وأنا «أصلا مازول سياسية ولازول برلمانات أنا زول سوق، لكن لقيت نفسي في الموقع دا، ولن أخيب ظن أهلي، ووضعي كبرلماني لا يتعارض مع تجارتي» أما بخصوص إني دخلت البرلمان لكي أوفر حماية «للبزنيس حقي» هذه حكاية لا أساس لها من الحقيقية، لأن بطاقة النائب البرلماني (بوابة اسبتالية ما بتدخلك) . ٭ انتقادك العنيف للأداء الحكومي جعلك كمن يبحث عن بطولة برلمانية؟ - الانتقادت التي أوجهها إلى الجهاز التنفيذي لم تات من بنات أفكاري، بقدر ما أردت أن أقوم الاعوجاج والنائب دوره أنه يقول كلمة الحق، وأن يدافع عن حقوق الشعب و»ما ينبطح للحكومة «والذي لا يستطيع ممارسة هذا الحق عليه الجلوس في بيته. ٭ ما هي الدواعي التي جعلتك ترفض التكليف كنائب لرئيس لجنة التسيير بالمريخ؟ - شوف السودان دا زي ما انقسم «اتحادي «و»أمة « أيضا اتقسم لمريخ وهلال فكونو يتم تصنيفي هلالابي أو مريخابي سيفقدني الحيادية، الأفضل لي أن أكون واقفا في الوسط، لا مريخابي ولاهلالابي. ٭ كانت لديك طموحات في أن تقود كتلة المستقلين ؟ - أنا أول شخص رفض «حكاية الكتلة دي، بس عيب الشعب السوداني نساي زي ما قال الترابي»، كنت أنادي بأن يكون المستقلون مجموعات ضغط أو «أي مسمى تاني غير الكتل» نحن كمستقلين مستفدون، لأننا بنلقي فرص واسعة، أما الكتلة فإن رئيسها سوف يكون هو المناط به الحديث . ٭ المشاركون في الحوار طالبوا براتب ثلاثة آلاف لكل فرد كيف تقرأ ذلك ؟ - يتساءل .. من أين أتت هذه الأحزاب حتي وصلت إلى 98 حزباً.. و30 حركة مسلحة.. فالسؤال المهم هو أين الأحزاب الحقيقية التي لديها جماهيرية؟؟ أعتقد أن الأحزاب المشاركة في الحوار هي أحزاب ليس لديها أوزان سياسية وجماهيرية، وفي تقديري مافي حزب محترم بطالب الدولة تعطي منسوبيه مرتبات أو حوافز، لأن الحكومة (أول ماتعطيك القروش يبقي كدا اشترتك) وقرارك لن يكون في يدك . ٭ إلى أين يمضي الحوارالوطني؟ - الحوار الوطني لو تم التعامل معه على أساس أن الهدف منه خدمة البلاد بعيداً عن الأهداف الشخصية، وسيمضي إلى الأمام، ولكن الحوار أغفل جهات سياسية مؤثرة، مما سيجعله حواراً ميتاً ٭ هنالك جرائم طفحت إلى السطح موخراً كالجرئم الإلكترونية التي سجلت ضد المتهم الصامت ماذا بشأنها؟ - أفتكر أن الدولة «لازم تهتم بالمواطن دا، وما تفكو في السهلة ساكت كدا» الجرائم الالكترونية هي من الجرائم المسكوت عنها، وهي تشمل جرائم الشرف والإبتزاز، والإعلام لابد أن يقوم بدوره في التوعية المكثفة للتعريف بمخاطر الجريمة الإلكترونية «والتوعية ماتكون في تلفزيونا المابشوفو زول دا» بل عبر القنوات الخاصة الأكثر مشاهدة...