ومازلت بين يدي حبيبنا وصديقنا وأستاذنا حسين خوجلي.. ومازلت عاكفاً ومنكباً على ورقة الإجابة على ورقة امتحانه التي كانت تحمل سؤالاً واحداً وهو «هل الدم الغربي والاوربي أغلى من الدم العربي؟».. وهاك الإجابة حبيبنا حسين.. نعم يا صديقي الدم الغربي والاوربي والأمريكي.. أغلى بأكثر من ألف مرة من الدم العربي.. ولكن في نظر حكومات ورؤساء العالم الغربي.. والأمثلة يا حبيب أكثر عدداً من حبات رمال كلهاري.. والآن يا حبيب «ستف شنطتك» وعلى جناح ال «برتش اير وايز» نهبط سوياً في «هيثرو». وأعود بك القهقري إلى عام ثمانين من القرن الماضي.. وقصة حقيقية جرت أحداثها في لندن.. أعلم تفاصيلها فقط لأني كنت قريباً جداً منها، فقد كنت أيامها تلك «أيام العز» كنت في لندن «لو تصدق» والقصة هي أن فتاة بريطانية ذهبت إلى المستشفى وكان علاجها في «حقنة»، وبعد أن أخذت تلك الحقنة هبطت من «السرير» طبعاً حافية، ولسوء حظها أو حسن حظها فقد وطئت قطعة زجاج مثل رأس الدبوس وتكاد لا ترى بالعين المجردة فأحدثت «ثقباً» في راحة رجلها وأنبثق دم ليس أكثر من نقطة دم واحدة.. قاضت تلك الفتاة المستشفى وكان الحكم أن دفع لها المستشفى إثنين وثلاثين ألف جنيه استرليني.. وبهذا تكون نقطة دم واحدة من إمراة بريطانية تساوي إثنين وثلاثين ألف جنيه استرليني.. والآن يا حسين نعود إلى الخرطوم ودعني أقسم بالتي أحبها، بل أقسم بالشعب، والأيام الصعبة، إني لا أمانع مطلقاً بل أسعد سعادة الأطفال في العيد، وأزهو زهو طير حر طليق ليس لا أمانع فقط، بل أتمنى أن تحدث مستشفى أي مستشفى جرحاً في رجلي في راحة رجلي وحتى الركبة.. عمداً أو خطأ ولا أبالي إن كان رتقه ب «سبعين» غرزة شريطة أن أحصل على تعويض فقط مبلغ عشرة آلاف جنيه استرليني.. ولأحبة من القراء والحرافيش «إن عشرة آلاف استرليني تساوي مائة وستين مليون جنيه بالقديم» عندها سوف أغني «الغنا الحافظو كلو» بل سأقيم حفلاً بعد أن أولم الأحبة والأصدقاء والأهل، وأقيم حفلاً على ضفاف النيل يغني فيه صديقي وحبيبي «أبو عركي»، وسأطلب منه أن يغني لي «جسمي إنتحل» ليصل إلى «وأشرب براي عسل النحل».. أها ياحسين ألا ترى إن دم تلك الفتاة البريطانية أغلى من دمي؟. ونودع الانجليز ونهبط في غزة أو رام الله- لا يهم- المهم نطلب من السيد «صائب عريقات» أو «الأخ» محمود الزهار ليحكي لنا وبالمستندات تلك المفاوضات الشاقة التي كانت بين الكيان العنصري الصهيوني البغيض وبينهم، وكيف إن اسرائيل قد افتدت واستردت الأسير الجندي الإسرائيلي «جلفاء شاليط» مقابل ألف أسير فلسطيني في سجون اسرائيل.. وأسألك يا حبيب هل يمكن أن يحدث هذا في أية عاصمة عربية بل في عموم الوطن العربي بلا استثناء.. يعني في نصاعة ووضوح.. هل يمكن أن تسترد أي عاصمة عربية مواطن عربي واحد إذا طلب منها مقابل ذلك إطلاق سراح فقط عشرة موقوفين في تلك الدولة؟... جاوب بكره نتلاقى