يعتقد الكثيرون أن الصحافة هي وسيلة لنقد الدولة وأجهزتها، ولابد من الصحفي أن يتحدث عن وجود فساد في المؤسسة ال... أو أن الوزير الفلاني فعل كذا وإذا لم يتحدث عن ذلك يكون ذا شخصية ضعيفة تهاب الاعتقال والسؤال، وهذا غير صحيح، الصحافة ليست وسيلة الشتم أو النقد غير اللائق فيما بيننا حتى إذا اختلفنا، بل هي أداة من أدوات الرقابة على المجتمع، وتصحيح المسار الذي انحرف المجتمع عنه سواء كان أجهزة دولة أو مواطن... ووسيلة لنشر الثقافات الأخرى سواء كانت داخلية أو خارجية، كما أنها في الأساس السلطة الرابعة... أتمنى من جميع المثقفين والإعلاميين تصحيح هذا المفهوم عبر أقلامهم وكتاباتهم اليومية.. نفتقد في السودان الصحافة الإسلامية التي تدافع عن ديينا الحنيف وسيرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، لعكس الصورة الصحيحة عن الإسلام والمسلمين.. وما أحوجنا اليه اليوم في ظل الغلو والتطرف والطائفية التي عكست صوراً غير حقيقية للإسلام دين التعامل والرحمة والنصح فيما الجميع وليس القتل والابتداع... الدول المعادية للإسلام الآن تستخدم الصحافة سلاحاً لضرب المسلمين- كما قال الصحفي الانجليزي «ردبرت» الذي أعلن إسلامه وسمى نفسه ابوالقاسم كان أول كلام قاله بعد إسلامه «إنه يناشد الصحفيين المسلمين لاستخدام أقلامهم للذود عن الإسلام، بعد أن ثبت له أن معايشه وعمله في الصحافة العالمية، عموماً سلاح ضد قوى ويستخدم حالياً ضد المسلمين» أناشد الصحافة السودانية عبر هذه الصحيفة بالنشر عن الإسلام والعقيدة الصحيحة.. حيث إذ تبلورت بعض الأشياء التي نراها في حياتنا اليومية غير سليمة ومنافية للعقيدة، يجب أن لا ننشرها أو ننشرها لبغضها ومحاربتها فقط،، وعلى الصحف أيضاً نشر العادات السودانية السمحة والتراث القومي.. مما يدعم عملية الحوار الوطني. قصتي مع الصحافة : أذكر في الصغر كنت دوماً أكتب على كراسة المدرسة، وعلى الكتاب أتمنى أن أكون مثل البروفيسور عبدالله الطيب، وكنت ومازالت معجباً جدا بالبرامج التي يقدمها في المذياع والتلفاز ... احببت الكتابة جداً والتوثيق اليومي، وتمنيت أن يكون لديّ كتاب مؤلف خاص بي في الحياة الاجتماعية . بدأت محاولات شخصي الضعيف في الصحافة بعد التخرج والوقوف على عالم المكتبات والمعلومات مهنتي المحببة لي، والتهميش من قبل المجتمع الدولي والمواطن تجاه المكتبات بمختلف أنواعها.. حيث كان أول مقال رسالة لوزير التعليم العام بخصوص المكتبات المدرسية وحصة المكتبات، وبعده (واقع المكتبات والمكتبين في السودان) ثم تحولت للكتابة العامة وحقيقة أجد نفسي في الكتابة العامة التي تهم السودان وابنه محمدأحمد المغلوب على أمره، لذا أتمنى أن أكون في الخمس أعوام الماضية، قدمت شيئاً لوطني الحبيب من خلال القلم المتواضع. ومن هنا أشكر كل من كان له الفضل عليّ في ظهوري لعالم الصحافة، ابتداء من العزيز ابومالك- رد الله غربته- وهو من أكثر المشجعين لي بالكتابة في ظل المحبطين.. وأشكر أيضاً العزيزة آخر لحظة التي كانت أكثر مقالاتي عبرها، وأخص بالذكر فيها بالفضل نازك العاقب.. كسرة: تخريمة يسألني البعض عن المبلغ الذي اتقاضاه مقابل المقالات التي أنشرها، ودائماً أرد عليهم بأن لا آخذ مقابل الوطن مبلغاً ولو كان ثميناً......